صناعة الأمل هل تتوفق فيها حكومة أخنوش؟

صناعة الأمل هل تتوفق فيها حكومة أخنوش؟
شارك

بقلم : عبدالحق الفكاك.

ما من الشك أن السرعة القصوى التي تدار بها الأمور، منذ إعلان نتائج انتخابات 8 شتنبر الماضي جديرة بالاهتمام ، فلأول مرة في تاريخ الديمقراطية  المغربية  يسابق الفاعل السياسي الزمن وينهي انتخاب مكاتب المجالس المنتخبة في وقت وجيز .

 حتى أن عجلة الزمن لم تتوقف، عندما وصلت محطة تشكيل الحكومة بالرغم من تخصيص  28 يوما كفترة استغرقتها المشاورات، وهي أيام لم تذهب أدراج الرياح، وإن كاد يستثقلها الجميع .

فالاختيارات جاءت هذه المرة تعكس أجواء التفاؤل السائدة، لدى معظم فئات المجتمع المدني حيث الأمل يتزايد بأن الغد سيكون افضل، وأن الآتي وإن تأخر، قد يكون أجمل ؟

 ثم إن أعضاء الحكومة الجديدة لن يخوضوا هذه المرة في العموميات إذ سيختصرون الكلام،  ويتحدثون إلى الناس بلغة الأرقام بعيد عن دغدغة المشاعر أو الاختفاء وراء قاموس من التسويف وكلمات من لغة الخشب.

 يقولون بأنهم طيلة توليهم سيعملون على تحقيق معدل نمو بـ 4 في المائة، بما يمَكِّن من تقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية إلى أقل من 39 عوض 46,4المائة .

وأنهم سيعمدون إلى تشجيع وسم “صنع في المغرب” بإنتاج محلي لما قيمته 34 مليار درهم من الواردات، كما قالوا برفع نسبة نشاط النساء إلى أكثر من 30 في المائة عوض 20 في المائة حاليا .

وأنهم أيضا أعلنوا عن إحداث مليون منصب شغل صافي على الأقل خلال الخمس سنوات المقبلة، مع إمكانية خلق ما يزيد عن 100.000 منصب شغل.

وخلق أزيد من 100.000 منصب شغل مباشر وغير مباشر في قطاعي الصيد وتربية الأسماك، بالإضافة الى إحداث ما لا يقل عن 250 ألف فرصة شغل مباشرة من خلال برنامج أوراش عامة مؤقتة كبرى وصغرى .

بل إنهم يبشرون بتوفير “مدخول الكرامة” لمن تزيد أعمارهم عن 65 سنة، يبلغ 1000 درهم سنة 2026؛ و كذلك سيعملون على تعميم الاستفادة من التعويض عن فقدان الشغل في افق سنة 2025، لتشمل كل شخص متوفر على شغل قار .

و كذلك منح الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة ميزانية سنوية قدرها 500 مليون درهم، وبشروا ايضا بتعميم التعويضات العائلية المحددة في 300 درهم شهريا عن كل طفل، في حدود ثلاثة أطفال، وإحداث منحة عن الولادة للأسر المعوزة قدرها 2,000 درهم عند ولادة الطفل الأول، و1000 درهم عند ولادة الطفل الثاني .

وهم أيضا تحدثوا عن الاوضاع العامة ومشاكل الناس، ودكروا بخير كل من التعليم والصحة والقضاء أطلقوا وعودا بكلام كتير مذاقه أحلى من العسل المصفى.

طبعا تلك أرقام قد لا تعني الشيء الكثير بالنسبة لرجل الأعمال من حجم السيد عزيز أخنوش أغنى اثرياء إفريقيا، إلا أن هذه الأرقام اليوم لها طعم آخر وهو يعلن عنها كرئيس للحكومة، خلال جلسة مشتركة لمجلسي النواب والمستشارين، خلال الخمس سنوات المقبلة، ضمن البرنامج الحكومي لفترة 2021-2026 الذي قدمه، أول أمس الثلاثاء بالرباط .

 طبعا ليس من الحكمة أن ينظر دائما الى النصف الفارغ ، من  الكاس، لا بد من الانتظار قليلا  ومنح بعضا من الوقت إلى أن تترجم الأقوال إلى أفعال، ويحتك السادة الوزراء  بعامة الشعب،  فيشرع الناس في تسلم اعطياتهم وما بشروا به من خير، حينها سيتحقق التغيير المنشود الذي طالما انتظره الجميع .

 نعم، قد لا يفهم المواطن العادي كثيرا في هذه الأرقام المعلنة، لكن رقم الحظ بالنسبة إليه يظهر جليا في عدد أعضاء تشكيلة الحكومة الذي تقلص إلى أدنى حد ممكن، وتضم أسماء جديدة ينتمي أغلبها إلى الطبقة الوسطى من المجتمع، وهي كفاءات من أبناء الشعب، يعتقد أنها ستكون قدر المسؤولية، ويفترض أخلاقيا أنها لن تخون الأمانة أبدا، لأنهم ببساطة ينتمون لحكومة يمكن أن تنعت تاريخيا بحكومة ولاد الشعب .

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *