المشردون خطر عمومي بسطات
فؤاد الجعيدي
في الآونة الأخيرة رأيت أكثر من مشرد، تائهون في طرقات مدينة سطات وبعض أزقتها.. هؤلاء في أوضاع صحية صعبة، عيونهم شاردة وقواهم العقلية معطلة.. لكن من أتى بهم إلى ها هنا ؟ هذا هو السؤال الذي لا نجد له جوابا.
لقد سجلنا على فترات متباعدة، وجود هذه الظاهرة بمدينة سطات، حيث يستفيق أهلها على مشردين يجوبون المدينة، ثم يختفون منها بعد ذلك.
البعض لا يجد تفسيرا للأمر سوى القول أن بعض الجماعات، تجمع مشرديها وتتخلص منهم بتراب جماعات أخرى بعيدة عنها. وقد يجد هذا التفسير صحة له في غياب معطيات من الجهات المعنية.
إن ما يجب التأكيد عليه، أن المشردين، يشكلون عبئا على ميزانيات الجماعية من حيث الإيواء والتطبيب في مراكز خاصة، تفتقد لها عدد من المدن، لذا يفضل بعض مسؤولي الجماعات الرمي بهم جماعيا بجماعات أخرى، ليتخلصوا من تبعات الظاهرة، ولتصير عبئا وكلفة على جماعات أخرى.
أولا هؤلاء الذين فقدوا قواهم العقلية، يشكلون خطرا عموميا على حياة الناس، كما رأيت ذلك بزنقة الشهداء حيث كان المشرد يضايق المارين وهو يصيح في حالة هيجان، ويقول كلاما يعبر أنه في حالة مرض نفسي وعقلي، نفس الأمر كانت عليه حالة شاب بطريق مراكش ، وإنه لأمر مقلق، وعلى الساهرين على الشأن العمومي من سلطات عمومية ومنتخبة الانكباب عليه لمعرفة مصدره ومنبع قدومه.
إذا كان هؤلاء يأتون من مناطق بعيدة ويرمى بهم، فلابد من تظافر الجهود لمعرفة المصدر.. وإذا صح أن جماعات تتخلص بهذا الشكل من مواطنين لها بهذا الأسلوب، فهو أمر مدان وغير مقبول، وعلى كل جماعة أن تتكفل بالأوضاع الصعبة لمواطنيها، عوض التخلص منهم وتعريضهم وتعريض غيرهم لمزيد من المخاطر.