لا مكان لغموض المواقف في القضية الوطنية

لا مكان لغموض المواقف في القضية الوطنية
شارك

فؤاد الجعيدي

لقد ولى زمن الالتباس، إلى غير رجعة فيما يخص قضية مغربية الصحراء.

هذا هو التعاطي الجوهري في مواقف المملكة المغربية اليوم، والتي عبر عنها قائد الأمة، بنص بليغ في الذكرى السادسة والأربعين للمسيرة الخضراء.

وهو تعبير عن شعور أمة بكل مكونتها السياسية، أجمعت منذ البوادر الأولى للصراع المفتعل في الشمال الإفريقي، أن قضية الوحدة الترابية والسيادة الوطنية غير قابلة للمزايدات في كل الأحوال والظروف.

ولعل التاريخ الذي استغرقه الصراع، كان لعامل الوقت الفضل في نضج المواقف وتقدمها في أفق الحل النهائي والحسم في مغربية الصحراء بدون لف ولا دوران.

يقول جلالته في خطابه (الدينامية الإيجابية للقضية لا يمكن توقيفها ومغربية الصحراء حقيقة ثابتة، لا نقاش فيها..) في تاريخها كامتداد للتراب الوطني وكجزء لا يتجزأ من المكون الوطني كما تعبر عنه الإرادة القوية لأبنائها والاقرار الدولي الواسع بحقائق هذا التاريخ.

المتغيرات الجيو سياسية في التعاطي مع قضيتنا الوطنية، غدت تميل أكثر للاعتراف بشرعية الحقوق المغربية على سيادتها الوطنية، التي لم تعد موضع جدالات عقيمة، منذ أن بادر المغرب بمقترح الحكم الذاتي، كصيغة سياسية تحظى بالواقعية والقابلية للتنفيذ، وهو ما قوض فرص المناورات على الخصوم، ودفع بالمنتظم الدولي لمزيد من التعبير السياسي الواضح، عن الاقتناع الملموس بعدالة القضية واتساع دائرة الاعتراف المترجم في التمثيليات الديبلوماسية التي أدركت 24 قنصلية بالداخلة والعيون من دول إفريقية وعربية..

كما كان للموقف الأمريكي المعترف بالسيادة الكاملة للمغرب، على صحرائه مساهمة وقعه على مسار القضية برمتها، وهو ما بات يفرض على الدول الفاعلة  في القرارات الدولية، الخروج من ازدواجية مواقفها، وهي الازدواجية التي لم يعد المغرب، قادرا على القبول بها في إطار العلاقات الثنائية التي تجمعه مع العديد من البلدان على الصعيد الدولي،

وبدون شك أن ازدواجية المواقف، لم تكن تعني في عمقها سوى تعاطيا يتم في استحضار المنافع الاقتصادية لهذه الدول، ومصالحها الاستراتيجية، على حساب قضيتنا العدالة والمشروعة في سيادتنا الوطنية، على وطن ترتسم حدوه من طنجة إلى الكويرة.

والموقف الرسمي للبلاد كما عبر عنه العاهل المغربي، يقطع الشك باليقين:

  • المغرب لا يتفاوض على صحرائه.
  • مغربية الصحراء لم تكن يوما، ولن تكون أبدا مطروحة فوق طاولة المفاوضات.
  • نتفاوض من أجل إيجاد حل سلمي، لهذا النزاع الإقليمي المفتعل.
  • نؤكد تمسك المغرب بالمسار السياسي الأممي.

ويؤكد جلالته أن هذه القضية الوطنية :

  • هي جوهر الوحدة الوطنية للمملكة وهي قضية كل المغاربة.
  • وتقتضي من الجميع، كل من موقعه مواصلة التعبئة واليقظة، للدفاع عن الوحدة الوطنية والترابية، وتعزيز المنجزات التنموية والسياسية، التي تعرفها أقاليمنا الجنوبية.

إن اليقظة والتعبئة تعني في عمقها أن كل أطراف المجتمع وقواه الحية والمجتمع المدني مدعو إلى استحضار، أن الخصوم لا زالوا يروجون للأكاذيب والأباطيل في مناورات، تستهدف تصريف البعض لتناقضاته الداخلية وأزماته الاجتماعية، والترويج لقيم العداء بين الشعوب ضدا في أمنها واستقرارها، وهي نزعة لم نعرف لها مثل هذا النشاط ،الذي يوظف فيه الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل محموم، والذي وجب أن لا نجاريه في سعاره، بقدر ما أن نتمثل موقف عاهل البلاد حينما اغتنم المناسبة وقال:

  • نغتنم هذه المناسبة، لنعبر لشعوبنا المغاربية الخمسة، عن متمنياتنا الصادقة، بالمزيد من التقدم والازدهار، في ظل الوحدة والاستقرار.

علينا أن نتمثل هذه الروح التي تفرضها الروابط التاريخية المشتركة، مع شعوب المنطقة وأن ندعو كل المؤمنين بالخيارات السلمية أن أكبر حرب يجب على هذه الشعوب تبنيها والمشاركة فيها، هي مواجهة عوامل المنتجة للتخلف، ومظاهر البؤس الاجتماعي، والخصاص ومكافحة الأمراض، وتوفير الشغل للسواعد، وأن لا خيار للقيام بهذه المهام سوى في ظل استقرار سياسي، وتعاون مشترك والاستفادة من خبرات الشعوب التي عانت من ويلات استيطان الحركات المتطرفة التي حولت بعض البؤر في العالم العربي إلى شلالات من الدم.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *