خنيفرة: سوق مريرت يتحول إلى قلعة موصدة بالأبواب الضخمة وسيادة الفوضى و العشوائية
شجيع محمد – متابعة –
بعد انتشار فضيحة السوق الأسبوعي لمدينة عبر وسائل الإعلام ووصل مداها إلى قبة البرلمان حيث كان موضوع السؤال الكتابي الذي تقدم به فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب للسيد وزير الداخلية حيث تفاجأ الرأي العام من جديد بتثبيت باب على مدخل السوق من جهة حي ايت حجو وكانك أمام قلعة أو حصن بعد أن تحول هذا الأخير الى حاجز يمنع دخول العربات حيث تم تشييد هذا الأخير وحسب الأنباء المتداولة تحت إمرة نائب لرئيس الجماعة الترابية لمريرت كما تفيد نفس الاخبار أن هناك أوامر من جهات نافذة لبناء هذا الحصن الحصين مما بعد خرقا للضوابط القانونية المعمول بها ولا بديل لساكنة مريرت و النواحي وكل من يحج لأكبر سوق في الأطلس المتوسط – يا حسرة – والذي تحس بمجرد الدخول إليه وكأنك في خلاء أو منطقة منعزلة عن الحياة حيث تجد اكواما من النفايات والبيوت البلاستيكية وكأنك في » كريان » واوحال في كل مكان ونقط سوداء يستحيل المرور منها وغياب قناطر تسهل عملية ولوج المتسوقين و الباعة لهذا السوق الذي يحمل سوى الاسم فقط علما أنه يعد رزقا للغالبية العظمى من الباعة و تجار المواشي و الخضارين وبائعي القمح والقطاني في ظل غياب فرص للشغل وتوالي نكبات المسيرين للشأن المحلي والذين لم يجدوا بوصلة هاته المدينة العتيدة
احتفظت مدينة بسوقها الاسبوعي منذ ما يزيد عن ثلاثين سنة ووضع السوق على ما هو عليه يزداد سوء سنة بعد سنة دون أن يتم تخصيص ميزانية لإصلاحها أو هيكلته رغم ما يدره من مداخيل خلال تسييره من طرف الجماعة الترابية وبعد كرايه بمئات الملايين ولا من يكترث لحاله الذي يدمي القلوب ودون توفير ولو حنفية للشرب أو مرحاض واحد وكان هذا السوق يوجد في جزيرة منعزلة لا تربطه بمريرت أية علاقة في الوقت الذي شهدت فيه غالبية المدن إنشاء اسواق نموذجية بقي منتخبي المدينة مكتوفي الأيدي دون أن يحرك الوضع البئيس للسوق ولو شعرة من الإحساس بخصوص ما يعرفه السوق رغم أنهم يمرون عليه و يشاهدون الحالة التي أصبح عليها ….
السوق الأسبوعي لمدينة مريرت فضاء من نوع اخر حيث غياب أدنى شروط المواصفات المطلوبة وعدم تهيئته و تنظيمه نظاما يليق به بعظ أن عرف عدة اختلالات كثيرة و عديدة و في مقدمتها طريقة تدبيره الذي باتت متجاوزة ، ويبدو أنه لا يدخل في دائرة اهتمام القائمين على الشأن المحلي بالمدينة . فحالته لا تحتاج الى دراسة تشخيصية ، فزيارة سريعة لهذا السوق كفيلة بوضع كل زائر في صورة الفوضى العارمة والعشوائية التي بات يشهدها هذا الفضاء الذي يؤمه مئات الزوار كل أسبوع مصادر مهتمة بالشأن المحلي علما أن هذه الحركية الدؤوبة التي يعرفها السوق كان من المفترض أن تشكل دافعا لإحداث تنظيم يساهم في تطوير بنياته والعمل على جعله فضاء يتميز بجودة خدماته ولا ممرات تسهل مرور المرتفقين والعربات التي تنقل مقتنياتهم ، باعة يعرضون بضاعتهم في مدخل السوق وكذا في جوانبه بدون مراقبة ، ما يتسبب في اختناق كبير يعيق الولوج الى الداخل وما زاد الطين بلة هو وضع هاته الابواب الحديدية الضخمة وكأنك تلج إلى إحدى الحصون أو القلاع أمام مرأى من السلطات الوصية
إن الاهتمام بالسوق الأسبوعي لمدينة مريرت يعد مدخل للتنمية الترابية ولا يمكن تطوير الانتاج وبلوغ التنوع الاقتصادي لدى الفلاح والتاجر المحلي و المهني دون تأهيل وتحديث هذا المرفق