هل لا زالت فايسبوك تجمع بيانات مستخدمي الآيفون؟
عبد العزيز شبراط
في مقالاتنا السابق، تحدثنا عن الخصوصية وبيانات المستخدمين، وعن التطبيقات التي تستغلها دون علم أصحابها لجمع الكثير من الأموال، وقلنا إذا كنت لا تؤدي ثمن التطبيق الذي تستفيد من خدماته، فإنك أنت السلعة عبر بياناتك الخاصة، لكن مع سريان ميزة شفافية تتبع التطبيقات، التي أطلقتها أبل على أجهزة الآي-فون في نظام التشغيل iOS 14.5، أصبح فيسبوك والتطبيقات الأخرى في ورطة، لأن أكثر من 80% من المستخدمين اختاروا عدم السماح بتتبعهم ولهذا حاول فيسبوك إخافة مستخدمي الآي-فون، عندما أوضح أن تطبيقاته المجانية لن تظل كذلك، مالم يتنازل مستخدمي الآي-فون عن حقهم في الخصوصية، وقد سبق وأشرنا إلى هذا الأمر، و أكدنا أنه لا داعي للقلق، لأن الفايسبوك لن يستطيع فعل هذا الأمر، لأنه سيخفض عدد المستخدمين وهو أمر لن يسعى إليه الفايسبوك أو غيره من التطبيقات التي يعتمد دخلها على المستشهرين، ولكن السؤال الأهم هنا، هل لا يزال فيسبوك قادرا على تتبع بيانات مستخدمي الآي-فون حتى بعد اطلاق ميزة الخصوصية الجديدة من أبل؟
يعرف الجميع وخصوصا ذوي الاختصاص الرقمي، أن فايسبوك يولد تقريبا كل إيراداته من الاعلانات الرقمية، فهو يستهدف الإعلانات عن طريق جمع أكبر عدد ممكن من البيانات منك وعنك، تقول إحدى مقالات صناعة الإعلانات أن “التسويق عبر فيسبوك يهيمن عليه بشكل عام نظام التشغيل iOS” وبعد ميزة الخصوصية من أبل، فقد عملاق التواصل الاجتماعي ما لا يقل عن نصف بياناته، ويمكن القول إنه النصف الأكثر قيمة”، علما أن مستخدمي الآيفون عبر العالم هم في أغلبيتهم من فئة الطبقة المتوسطة وما فوق،إضافة الى المستوى التعليمي المرتفع أيضا، مما يعني أن فايسبوك سيستغل أكثر كل البيانات التي لا زال يمتلكها من هذه الفئة ويستغلها أكثر من السابق، لكن تجب الإشارة أيضا أن iOS 14.5، لا زال لم يحل المشكلة نهائيا، ولا زالت فايسبوك تتحايل على مستخدمي الأيفون والاستحواذ على بياناتهم حتى و إن بدا لهم وكأنهم لم يسمحوا بها لفايسبوك، كيف يحدث ذلك إذن؟
صحيح أن شركة أبل، فرضت قيودا على فيسبوك، لتتبعك عبر مواقع الويب، والتطبيقات التابعة لجهات خارجية، ولكن ليس
لجمع بياناتك من التطبيقات التي تمتلكها، تماما مثل جوجل مع متصفحها كروم، وخدمة الصور( Google photos) جيميل ( Gmail)، وهكذا تستطيع الشبكة الاجتماعية جمع بياناتك من تطبيقاتها الأخرى مثل انستجرام و واتساب.
يعد نظام التشغيل الخاص بالأيفون iOS 14.5 نظاما جديدا وقويا الى حد ما ولكن ما زال علينا الانتظار لنرى حلولا أخرى أكثر قوة والتي يجتهد بشأنها عمالقة البيانات من شركة أبل وغيرها، و كان آخر ابتكار رئيسي في الخصوصية هو تقييد تتبع الموقع، ولكن يبدو أن فيسبوك استطاع العثور على طريقة لتتبع موقع المستخدمين.
وإذا كنت أحد مستخدمي الأيفون وقمت بمنع الفايسبوك للوصول الى موقعك، فإن عملاق التواصل الاجتماعي ما زال قادرا على تتبع موقعك عبر ثغرة بسيطة، ولكنها رغم بساطتها فهي تمنحه ما يريده من بيانات عنك، ويستغل فيسبوك الصور الخاصة بالمستخدمين والتي من خلالها وعبرها يستطيع جمع التاجز ( tag) ويحدد مواقع الصور وعناوين الآي بي ( IP ) الخاص بك، ومعلوم أن الأيفون الخاص بك يضيف معلومات الموقع للصور GPS وهي ميزة مفيدة لترتيب الصور وتذكر أين أخذت، وحينما تستعمل هذه الصور التى التقطتها عبر هاتفك الايفون في الفايسبوك، فإنك تمنح هذا العملاق خدمة مجانية يجني هو من ورائها الأموال الطائلة، يقوم كلا من فيسبوك وإنستجرام في الواقع بإزالة البيانات الوصفية، أو ما يسمى بمعلومات (EXIF Exchangeble image file format أو مواصفات ملفات الصور) من الصور التي يتم حفظها على منصاتهم، يمكنك رؤية هذا، لأنه إذا قمت بحفظ صورة من إنستجرام أو ألبومات فيسبوك الخاصة بك على هاتفك، فلن تكون هناك معلومات عن الموقع، حيث تم استبدالها بأكواد يقوم فيسبوك بإنشائها.
وهكذا تفترض أن فيسبوك قد حذف هذه البيانات ولكن الأمر ليس كذلك، إذا انتقلت إلى إعدادات الخصوصية على فيسبوك، واخترت “معلومات Facebook الخاصة بك”، فيمكنك تنزيل نسخة من البيانات التي يحتفظ بها، وإذا قمت بتحديد “الصور ومقاطع الفيديو”، سوف ترى البيانات التي حفظها فيسبوك من الصور التي قمت بتحميلها.
وننصح مستخدمي الأيفون أن لا يقاسموا الصور التي تحتوي على بيانات الموقع المهمة على الفايسبوك والانستغرام، إلا إذا كان ذلك يخدمك، كما ننصحك باستعمال التطبيق MetaX والذي سيمنحك امكانية تجريد البيانات الوصفية إلى قائمة المشاركات داخل الصور، وللإشارة فالتطبيق مجاني.