على أطراف أصابعي…
لبنى حمادة /مصر
أنا المختبئة تمامًا، مني
أمشي على أطرافي، في حذر
و أهمس في أذني، فلا أسمعني
سر يتدلى، من مشنقة حاكم
و لا يعيش في قفص الاتهام
لا بصمة لي ..
و لن أرفق أسمي بالنهاية
فلا تبحثوا عني في الزحام
أنا ظل اللاشئ، في السراب الأزلي
يسكنني خائف من الظلام
ضلع لأبالسة تكاثروا، في العراء
لحظة سكنوا المنتصف
أحمل جينات بركان خامد
يوازي الأرض احتراقا
و نجمة لا تشبه قلوب البشر
أنا الدمية الوحيدة المصنوعة من دم وطين
ابنة الموتى المعبئة أوردتي بالحياة
المنسية على الشطآن بلا ماء
أنا الليلة المذبوحة بلا شكوى
و الذنب الهارب من قبضة الأسى
أنا الصغيرة، لا أكبر
فقط أصير شجرة لها في الأرض ما لها
و عليها أن تكون شجرة
سهل أن أفقد الذاكرة وأرتكب جريمة قتل، جماعية
ومحتمل أن أعيش طويلًا، لأشهد على القيامة
أبكي تحت الشمس إن سطعت
و أحلق إذا نمى لي جناحان
أتجمل و لا أتعرى لأغري جاهلا، لا يلتفت إلا لمفاتن شجرة عارية
أكره الأذرع القصيرة و العيون الزجاجية
و كذا الشفاة الغليظة و الصوت الأجش
و الحاجبان المعقودان دائمًا
أحبو من أسفل سرير الأيتام
لأتلصص على العالم من خلف الأبواب المؤصدة
أنتشي لحظات و أنا أراه، في كل مرة
كأول مرة، بحجمه الحقيقي دون عظمته
أنا الساق الواحدة … روح بلا لسان
أخاف عاصفة تعيدني أحترق أقصى يسار الدنيا
و أنتظر بكبر يد تقتلني كلما تذكر أحد إني مازالت أتنفس
و إني قديمًا قبل أن أولد لأكبر وقبل أن أكبر لأصير شجرة
كنت أرى كل شئ بحجمه الطبيعي
أنا سر لحياة عليها فقط أن تكون شجرة
تشب على أطراف أصابعها
تحت الأرض و فوق السماء