مصحة جرادة الوازيس بالدار البيضاء المهنية في العلاجات والخدمات الاستشفائية

مصحة جرادة الوازيس بالدار البيضاء المهنية في العلاجات والخدمات الاستشفائية
شارك

فؤاد الجعيدي

من حسنات جائحة كوفيد 19، أنها أعادت طرح إشكالية العرض الصحي ببلادنا، باستثمار الإمكانيات العمومية والخاصة، للتجاوب مع الحاجيات المعلنة لدى المواطنين، وأن هذا السياق أيضا ذهب إلى تعميم الحماية الاجتماعية..

بعض المصحات انخرطت، في هذه التطلعات الجديدة التي بات فيها الكل معنيا ببناء الدولة الاجتماعية، وهي عمليات بناء لا زالت في أطوارها الأولى، من أجل تحقيق التكامل بين البنيات الصحية العامة والخاصة، وبالفعل تمكنت بعض المصحات الخاصة، للتعاطي وبأساليب احترافية مع الأوضاع الجديدة..

وفقط خلال الأسبوع المنصرم، وقفت على تجربتين مصحة كاليفورنيا تستضيف حالات من ساكنة أعالي الجبال، من جماعة أيت أوقبلي في حين أن مصحة جرادة، كان لها الفضل في الانخراط في المجهود الوطني الذي قادته كل المؤسسات الوطنية في مواجهة كوفيد 19 وتمكنت من توظيف بروتوكول علاجي الأول من نوعه في المغرب، واستقبلت شخصيات من رجال الدولة في غرفها كما صرح لنا بذلك الدكتور المهدي الوزاني المتخصص في التخدير والانعاش الطبي.

السياق الذي سمح لي للوقوف على التحولات الجارية في مجال الخدمات الصحية، هو أني رافقت شخصا مريضا بالقلب وفي وضعية حرجة، وكانت هذه هي الحالة الثانية، وأن هذه المرافقة مكنتني من استطلاع آراء الأطباء، يقول لي البروفيسور اللبار الأخصائي في أمراض الشرايين والقلب: أنه خلال الفترة التي قضاها بفرنسا، قدمت له عروض مغرية بل وقد تدخلت شخصيات رفيعة المستوى، قصد حثه على  العمل بأرقى مستشفياتها، لكن فضل العودة للمغرب، للتكفل بحالات الأمراض القلبية، باعتبار أن هذه المهمة من الأولويات الوطنية بالنسبة إليه، وعن أحد الجراحين المغاربة الدكتور لالي قال لي أنه يملك أصابع من ذهب في عمليات جراحية دقيقة وتتطلب ساعات طويلة بتنسيق مع الدكتور المهدي الوزاني وهم في قمة أوج شبابهم وقمة عطائهم، لكن ما يميزهم، خصال التواضع الكبير وحسن الإصغاء لآلام المرضى بحس إنساني الرفيع.. ولم تكن هذه الخاصيات مقتصرة على الأطباء، بل نفس الخصال يتمتع بها الطاقم المساعد، من ممرضات وممرضين داخل المصحة وخدمة المرضى بصيغ احترافية، ونفس الوضع لا ينزاح عليه المكلفون بالحراسة بمداخل المصحة.

لست مؤهلا لإصدار الأحكام، وإنما جاءت شهادتي وأنا الذي سبق لي أن عشت تجارب بين مصحات وطنية وأخرى خارج المغرب، لكن اليوم أقر أن تجاربنا الوطنية، صارت أكثر نضجا وتستحضر المعاني العميقة لما ينبغي أن تكون عليه المهن الطبية داخل المصحات وخدماتها الاستشفائية وما يستحقه المرضى من رعاية.

علي في هذا المقام أن أتوجه إلى الشباب خريجي كليات الطب والعلوم والذين تغريهم العقود في البلدان الأجنبية، والتي باتت تنتقي في الهجرة إليها الكفاءات الوطنية، لاستثمارهم لفائدة مواطنيها، علينا الوعي بهذا المغرب الصاعد، الذي يواجه تحديات ويواجه ظروفا صعبة، ولا يجوز أن نتخلى في هذه الظروف الانتقالية، عن مشروعنا الكبير في تحصين المجتمع وتمكينه من الانتصار لمستقبل الأجيال القادمة، وتأمين المستوى الحياتي اللائق بشعبنا، وأن ننتصر جميعا لإرادة التغيير التي غدت لها مؤشرات عديدة.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *