الطريق
عبد الحميد الغرباوي
ـ 1 ـ
هل أنت مسافر أم هارب؟…
هارب!؟
فلماذا تحمل على ظهرك حقيبة سفر!
ـ 2 ـ
توقف، ما عادت المحطات تحتفي بك..
توقف وأنصت لحظة على هذا الرصيف لِما توشوش به سكة الحديد.
ـ 3 ـ
حتى كأن بقايا النور،في هذا المساء، غريبة عن الغسق وأنت تشق طريقك في وحل الوقت.
ـ 4 ـ
إلى أين تقودك الخطوات يا عابر السبيل!
ـ 5 ـ
انتبه!..
وأنت تختار طريقا أخرى. اسأل ، قبل ذلك، عن من مروا منها قبلك.
ـ 6 ـ
قدرك أن تسير.. تسير وتسير..
هذه الطريق..التي تشق حقل نعناع، هي نفسها التي كنت صغيرا تضرب بقدميك أرضها المتربة وعلى كتفك عصا خيزران.. عكازة جدك، تقلد جنديا ذاهبا إلى جبهة الحرب..
هذا فقط للذكرى..
للذكرى فقط..
ـ 7 ـ
في آخر هذا الطريق شجرة سنديان صغيرة تقف جوار بيت صغير مطلي بأبيض جيري..
تقف كحارس أمين أو كمظلة تقيه حرا لافحا..
في آخر هذا الطريق حافة. قبل أن تنزل إليها، أو تنثني راجعا، أما خطر في بالك، وأنت تتقدم، طرْح السؤال :
أ يكون البيت مزارا لولي صالح؟..
أ يكون نُزُلا لعابر سبيل؟
أم لهما معا..
لكن الطريق..
هذا الطريق
نادرا ما يمر به أحد..