سينما الدياسبورا المغربية في ندوة علمية بكلية الآداب الجديدة
علال بنور
نظم في رحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة، الندوة الدولية الأولى في موضوع سينما الدياسبورا المغربية، يومي 11 و12 أكتوبر 2022 في شراكة بين الجمعية المغربية لنقاد السينما ومختبر الدراسات التطبيقية في اللغة والثقافة، التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة.
جرت اطوار الندوة بمقر مركز دراسات الدكتوره، بتنسيق من الدكتور محمد العيادي أستاذ بذات الكلية، فساهم بالمشاركة لجنة علمية مغربية تتكون من 16 أكاديمي من جامعات مغربية ودولية، كما ساهمت عن بعد الأستاذة الاكاديمية LAURA MARKS من جامعة سيمون فراسر بكندا. كما اختلفت لغة المداخلات بين اللغة العربية واللغة الفرنسية واللغة الإنجليزية.
اما اللجنة المنظمة لهذا الملتقى العلمي، فتتكون من 12 أستاذا من كلية الآداب بالجديدة، إضافة الى الكاتب العام للجمعية المغربية لنقاد السينما، الباحث خالد الدامون. عرف المدرج الذي جرت فيه اطوار الندوة حضورا كثيفا من الطلبة والمهتمين بقضايا السنمة المغربية الدياسبورا.
أحاطت الندوة بكل قضايا سينما دياسبورا، فعرض نموذجا منها، للمخرج حكيم بلعباس، شريط » لو كان يطيحو لحيوط »، كما طرح من بين القضايا مصطلح دياسبورا فاختلف الأكاديميون في تعريبه، هناك من سماه الشتات وهناك من سماه الاغتراب وهناك من سماه سينما المهجر، هذه التعريبات لا تتير القضية العرقية او الدينية اواللجوء السياسي، فهي بعيدة عن هذه التصنيفات، بل لها ارتباط بجدلية الهوية والأخر، كما لها ارتباط بالبعد الفني الإبداعي او نقول لها ارتباط، المخرج بثقافته الام المغرب.
ومن هنا نطرح بعض التساؤلات التي فتحت شهيتنا للفضول المعرفي، هل سينما دياسبورا تسعى الى تقديم الثقافة المغربية الى الاخركفولكلور ام هي تتأسس على الروابط الثقافية والسيكولوجية والاجتماعية بين المخرج ومجاله الام المغرب؟ هل هي تعبر عن حالة الانشطار الذي يعيشه المخرج ذلك الذي ولد في الغربة من أصول مغربية فيجره الحنين الى موطن الاباء؟ وهل سينما الاغتراب تسعى لتقديم ثقافة مغربية غريبة عن الاخر كغرابة محتويات كتاب ألف ليلة وليلة؟
هل يمكن اعتبار سينما دياسبورا فلكرورا لمتعة الاخر؟ بحكم ما تقدمه للآخرمن ثقافة تراثية مادية ورمزية، ام انها تسعى لتقديم ابداع سينمائي يعتمد الصورة ورمزيتها بعيدا عن سينما البطل وعقدة الفلم بنهايته المفرحة او المأساوية؟ هل سينما دياسبورا تخاطب نخبة مثقفة ام تخاطب جمهور واسع ام هما معا؟
ومن بين المداخلات – التي لم يسعفنا الحيز للتطرق اليها جميعها – سأقتصر على مقتطف من مداخلة الدكتور عبد العلي معزوز، المتخصص في الفلسفة الجمالية والصورة، حيث أشار في مداخلته، الى ان سينما العبور جعلت السينما أكثر مرئية تؤسس لعلاقة الذات بالآخر، فهي عابرة للانتماءات القومية ومتجاوزة حدود الدولة الوطنية، فهي ترسي جدلية المحلي بالعالمي.
فأكد الأستاذ معزوز ، انها تتناول وضعية وقضايا المغتربين في الوطن المضيف، ويتم تناولها بنوع من الحنين والتمزق بين الهوية والمغايرة، معتبرا ان سينما العبور، نشأت ابتداء من بداية الالفية الثالثة، حيث رست معالمها المغربية منفتحة على افاق متجاوزة للوطنية وللقومية، مستفيدة من كل اشكال الدعم السينمائي العالمي.