هلوسة الجزائريين تكشف عن الإرهاب الأمازيغي
محمد ياوحي أستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط.
طلع علينا كابرانات إيالة الدزاير بما سمي بلاغا، هو في حقيقة الأمر أضغاث شتات كلام فارغ، لا يخفى من ثناياه بلادة من كتبه و تركيبته النفسية الهشة التي يغلب عليها مفعول البارانويا.
البلاغ بلغنا أن فرنسا، صانعة الجزائر تحتضن إرهابيين؟
هذه تهمة خطيرة من طرف « دولة » لدولة عظمى عضو دائم في مجلس الأمن، تستدعي فتح تحقيق حول جدية هذه التهمة الخطيرة لبلد الحرية و المساواة و الأخوة ؟
و أتسائل لماذا لم تقدم الجمهورية الفرنسية على استدعاء سفير إيالة الدزاير و استفساره عن هذه التهمة الثقيلة، اللهم إلا إذا كانت ماما فرنسا تعرف أن إبنها معتوه وسفيه لا يعتد بكلامه، وهذا الأرجح عند شخصي الضعيف إلى الله.
وقد أتحفنا صاحب البلاغ الفكاهي بمصطلح جديد وهو « الإرهاب الأمازيغي »، ولأول مرة نسمع أن الهوية الامازيغية العريقة هي مصدر للإرهاب، علما أن هذه الهوية ترفض خزعبلات إبن تيمية شيخ التكفيريين و ترهات حفدته و سلالاته الأصلية و المتحورة، بل تعتبر الهوية الأمازيغية الأصلية في شمال إفريقيا و دول الصحراء جنوب الساحل أحسن لقاح ضد المد الإخوانجي بكل منابعه و روافده.
ويمعن أصحاب البلاغ البليد في سفههم و بلادتهم عندما يستنكرون على الدولة المغربية غياب أي صدى إيجابي من طرف الدولة المغربية إزاء تصريحات سفيرها في نيويورك ؟ . و كأن السفير المغربي السيد عمر هلال شخص « هداوي » أو « مجذوب »، ينسخ من تلقاء نفسه رسالة إلى المنتظم الدولي دون مراجعة رؤساءه في وزارة الخارجية المغربية و من يدبر الشؤون الخارجية للمملكة المغربية؟ و هذا دليل قاطع على ان من أملى هذا « البلاغ » العبيط هو شخص مهووس بعقلية الكابرانات و الميلشيات التي ترسخت منذ إنقض خونة الثورة الجزائرية ومغتالو شهداء التحرير على الحكم و تسييرهم « للدولة » بمنطق شخصنة السلطة والتحكم العائلي في دواليب « الدولة »…..
ثم يمضي السفهاء في غيهم عن طريق » إتهام الرباط بالانخراط في حملة معادية للجزائر »، ولا نعلم مع من انخرطت الرباط و لماذا لم يكلف كابرانات الدزاير أنفسهم عناء تسمية هؤلاء المنخرطين بأسمائهم والاقتصار على الرباط، و ربما تعتبر « القهوة الإقليمية » المغرب الحلقة الأضعف في سلسلة (المنخرطين)…. و هنا إن صح الظن، فشتان بين مملكة يقودها ملك ينتفض في وجه أعتى القوى العالمية دفاعا و نصرة لقضايا وطنه وشعبه، وبين كيان يتقاذف مركبه الهاوي عساكر مخرفون لا يقوون على السيطرة على جهازهم البولي، فبالأحرى السيطرة على انتفاضة مباركة من الشعب الجزائري الشقيق، الذي « هرم » من انتظار إصلاحات لا تعدو ان تكون مجرد « قرقوبي » تخدر به الطغمة الفاشية شعبا شقيقا مغلوبا على أمره…
و كيف لجمهورية كابرانات « الزومبي » أن تتحدث عن حقوق الإنسان، و الإنسان في كل أطراف الجمهورية يرفع شعار « تنحاوا كااع »…. إرحلوا جميعكم؟!؟!؟
و كيف لنظام فاشي يقمع الشعب القبايلي و متورط في اغتيال فنانين و نقابيين و زعماء محليين، بل و الأدهى من ذلك، متورط في اغتيال رئيس الجمهورية و في الإنقلاب على رؤساء آخرين منتخبين و في حرب أهلية قتلت ما لم يقتله الفرنسيس في « ولاية » الجزائر الشقيقة.
و في حديث آخر، فقد لغت صحف الكابرانات بشعار: « وحدة الجزائر خط أحمر « ، معتقدة أن وحدة المملكة المغربية خط أخضر، و ربما وردي، يفرش طريقا حريريا للولاية الفرنسية « deuxième française « إلى المحيط الأطلسي.
من جهة أخرى، إتهم العسكر البليد، المغرب و جهات أخرى بالتنصت على سيسايين و حقوقيين و مسؤولين جزائريين، دون تسمية الدول الأخرى؟
وهذا ذل ورعونة لا تتصف بها الدول الحقيقية و القادة الحقيقيون، و لا نستغرب هذا من كابرانات ليست فيهم صفات المروءة والشجاعة والإقدام كما هو معروف عن القادة الحقيقين.
وقد حاول الكابرانات الفاشلون إقحام المغرب في أحداث « العشرية السوداء « ، والتي يعرف الجميع مدى انخراط مسؤولين سامين في ولاية الجزائر في حرب إبادة ضد مواطنين وفنانين ورؤساء في حرب قذرة للزج بالبلد في مستنقع حرب أهلية ذبح فيها أبناء وبنات الجزائر غدرا وظلما وعدوانا.
فقد كهنة « ثكنة المرادية » صوابهم بعدما اتجه المغرب للمجتمع الدولي لكي ينبه إلى أن شعب القبايل يستحق تقرير مصيره و أحق من إقليم الصحراء المغربية، و هذا استنادا إلى التاريخ و الجغرافيا والأنثروبولوجيا والسيسيولوجيا، ونسجل للبيان الذي وزعه سفير المغرب بالأمم المتحدة الصياغة الحذرة و الكياسة التي تمت بها دعوة المجتمع الدولي إلى مقارنة وضعية شعب القبايل الذي تحكمه ميليشات أجنبية عن المكون القبايلي و الهوية الأمازيغية، و بين الصحراويين المغاربة الذين كانوا ولا يزالون من أعمدة القوات المسلحة الملكية و جيش التحرير الذي قاتل الاستعمار الإسباني لأقاليم المغرب الجنوبية.
ولا أفهم عن أي « مناخ ثقة » يتحدث صائغ البلاغ البليد؟
فكيف يثق المغرب في ميلشيات جوعت الشعب الجزائري وجعلت منه شعبا عاطلا ومشلولا « حيطيست »، يتكئ فيه شباب أكبر منتج للبترول و الغاز على حيطان المدن أفواجا أفواجا وجماعات جماعات؛ ميلشيات تصرف رزق الشعب في رشوة كيانات و مسؤولين مهرولين وراء الإتاوات، مقابل دعم وهم و مشروع خبيث لتقسيم و تمزيق شعب و دولة قائمين منذ قرون، خدمة لأجندة استعمارية خبيثة.
عن أي أمن إنساني تتحدثون و أنتم من يحتجز عائلات وأسر تم أسرها وأطفالا مختطفين وسائقي شاحنات وعائلات اقتيد أرباب أسرتها عنوة إلى مخيمات الاستعباد النازية، التي تريد إقامة كيان شوفيني قسرا ضد مجريات التاريخ و الجغرافيا و الهجرات البشرية والتساكنات الإنسانية ؟
لقد أصبح الشعب الجزائري مقتنعا بأن نظام الكابرانات الجبان الذي لا يقوى على خوض حرب في الميدان، يستقوي على شعب أعزل و يحاول تصريف أزمته الداخلية إلى الخارج، في محاولة بئيسة لاكتساب شرعية مفقودة.