نبيل بنعبد الله والخيار بين الأنانية والمصالح العليا
معاد الوزاني الشاهدي
عضو مكتب اقليمي للحزب بفاس
سياسة الأرض المحروقة السوفيتية، كانت سببا في فشل الغزو الألماني على أراضي الاتحاد السوفيتي في عام 1941، حيث نفّذ ستالين قائد الاتحاد السوفييتي سياسية الأرض المحروقة، وحشد الشعب، وأمر بحرق كافة المحاصيل الزراعية، وقتل المواشي قبل الفرار.
ولو طبقنا هذا المفهوم على سلوك الأمين العام « لحزب التقدم و الاشتراكية » اتجاه رفاقه خلال الأيام الأخيرة ،حيث تبنى هذا فعل الأرض المحروقة، سنفهم إلى أي مدى سلك سلوكاً عدائياً تجاه من يفترض أنهم جزء من مكونات حزبه.
ما لا يدركه نبيل بنعبد الله، أن سياسة الأرض المحروقة لم تزده إلا في عزلة وعزل أتباعه بين الرفاق الذين يفاجأ معظمهم اليوم بأن هؤلاء حكموهم يوماً ما، جزء كبير من الرفاق يحملون « نبيل بن عبد الله » مسؤولية التصعيد الخطير الذي يشهده الحزب.
وذلك بسبب رفضهم مبادرة (سنواصل الطريق ) لتطويق الأزمة والعودة إلى الحوار.
ظل الباب مفتوحاً منذ اللحظة الأولى لمشاركة الجميع في رسم خريطة مستقبل الحزب، لكن الدراويش الذين حددوا ولاءهم خارج حدود الجماهير الشعبية رفضت إلا أن تدمر وتحرق الأرض وراءها، كأن لسان حالهم يقر إما أن نحكم الحزب أو نحرقه، وهذا ما يحاولون فعله، إن مشهد الحزب الممزق الى نصفين بأيدي بعض من أبنائه من أكثر المشاهد قسوة على النفس، وهم لا يدركون -أي خدام الحاج- أنهم عندما يمارسون سياسة الأرض المحروقة، فإنهم بذلك يخلقون حالة عدائية من الصعب تجاوزها بسهولة.
و لن تفوتني الفرصة أن أدعوا كل الرفاق الغيورين على هذا الوطن ان ينخرطوا في مبادرة سنواصل الطريق و ذلك من أجل مستقبل الوطن ومصالحه العليا التي علمنا الحزب على الدوام أن لا شيء يعلو عن الوطن.