صورة جمال المرأة الفرعونية

صورة جمال المرأة الفرعونية
شارك

علال بنور

شهل بالغ الفراعنة في التفاخر والتباهي بمظهرهم، أم نحن من نسقط عليم قيمنا الخاصة؟ عندما نتصفح، كتب التاريخ المصور للفراعنة ينتابنا شعور بأن المصريين القدماء فاقوا حدود التباهي بمظهرهم. وهل التباهي في التجميل كان سيمة الشعب الفرعوني ككل أم كان التجميل يخص فقط الاسرالحاكمة؟ فنجد أمشاطا صغيرة ومرايا محمولة مصنوعة من سبائك النحاس، ونادرا ما تكون مصنوعة من الفضة، إضافة إلى أدوات يوضع فيها الكحل لاستخدامه في تجميل العيون.

كما توجد جرات وأوعية من مختلف الأحجام، تخزن فيها مستحضرات التجميل والعطور، كما نجد خصلات الشعر المستعار اضافة الى المجوهرات كالقلادات بالعقيق الأحمر تتخذ شكل رؤوس نبات، فالفراعنة اهتموا بالأموات كما اهتموا بالأحياء. يرى علماء الاثار أن من القضايا المحيرة في حياة الفراعنة، مسالة الاهتمام بالتجميل، تعبير على انهم كانوا محبين للجمال والمظاهر الخارجية للإنسان كما هو حال المرأة اليوم.

ولكن ثمة احتمال، اننا نسقط قيمنا النرجسية على ثقافة مختلفة عن ثقافتنا، تشير أبحاث علمية مؤخرا أن المعادن التي تشتمل مادة الرصاص التي تمثل مادة أساسية في الكحل، لها خصائص مضاضة للبكتيريا عندما تختلط مع رطوبة العين، فضلا على ان وضع الكحل حول العين يساعد على الحد من تأثير اشعة الشمس، فوضع مساحيق تجميل العين ينطبق أيضا على سائر منتجات التجميل التي استخدمها الفراعنة، كالشعر المستعار والحلي، حيث كان لها أهمية دينية، كما كانت الاوشام توضع لأغراض التجميل مستمدة من الأسطورة.

ففي عصر الملكية الحديثة ، كانت الراقصات والباغيات يضعن الاوشام المعبرة عن رسوم الالهة تدفع الأذى تحصنا من الامراض التناسلية. تقول عالمة الاثار »جويس تيلديسي  » :  » كلما حاولت فهم ما يعد جميلا في نظر المصريين انفسهم ازددت حيرة من امري ، اذ يبدو أن لكل شيء غرضان ، وحين نتحدث عن المصريين القدماء لا اعرف ما اذا كانت كلمة الجمال هي الكلمة الصحيحة أم لا » .فعلى الرغم من ان جذع التمثال العاري يدل على انه رياضي اظهره النحات في صورة مثالية الا ان وجهه مثقل بالهموم ومشقق بالتجاعيد كما ان اذنيه كبيرتين تبعت على الضحك هل هذه السمة من سمات جمال الرجال.

واستطردت العالمة الاثرية « جويس تيلديسي  » قائلة:  » لكن في عصر الدولة الوسطى أدرك الملوك ان الأشياء قد تزول ولا شيء يبقى على حاله، ولكن يبدو مهموما الى حد ما  » وتضيف العالمة الاثرية  » تخبرنا اذناه الكبيرتان ان الملك كان يستمع الى الناس ».

عموما، أن مقياس الجمال باستعمال المساحيق يختلف حسب اختلاف الثقافات، وتبقى كل قراءة له نسبية، باعتبار أن فهم الجمال باستعمال اسقاط ثقافتنا اليوم عليه فيها نوع من التعسف، نظرا لصعوبة تحديد الهدف من التجميل، هل هو لغرض ديني ام لأغراض أخرى؟ ثم هل التجميل الذي عرفته الحضارة الفرعونية كان يخص الاسر الحاكمة، أم كان يعني كل فئات المجتمع؟

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *