السنة الجديدة وشبح الأزمة والأمل الممكن

السنة الجديدة وشبح الأزمة والأمل الممكن
شارك

فؤاد الجعيدي

صحيح أن الوباء الذي ظل يجتاح العالم منذ سنتين، قد عمل على قلب العديد من النظم الحياتية التي دأبنا عليها، لكن حضور الفيروس التاجي بيننا هذا الخفي الظاهر، احتاج من بني البشر الإعلان عن مواجهته بقوة ، ولم يعن ذلك في أي محطة من المحطات أننا استسلمنا وإنما نحاول الاستمرار في هذه الحياة، بداع مفاهيم واتخاذ إجراءات، لاستمرار الحياة واستمرار التعايش مع هذا الفتك الخفي.

ولم يكن واردا في هذا المسار الشقي أن الحياة قد توقفت وإنما استمرت بأشكال جديدة، صار فيها التباعد جزء من اليومي المعيش وصار المطلب في هذه المقاومة الجماعية أن نقبل على تلقيح أنفسنا أملا في الوصول إلى المناعة الجماعية.

نفاجأ بأن الفيروس الذي ألف الفتك بالناس قد تحور في بلدان أخرى وحمل الإنذار من جديد لتشديد المراقبة على الوافدين من النقط الحدودية إلى أن تم الإعلان الرسمي عن إغلاقها وتتبع الأوضاع الصحية في كل بلدان العالم لأننا صرنا معنيينا بها أكثر من أي وقت مضى.

وإن كانت هناك مبررات قوية لتفادي الوافدين على ترابنا الوطني، فلا يوجد أي مناع على الأقل اليوم من أن تتخذ السلطات الحكومية قرارات لمنع الناس بالاحتفال بأعياد رأس السنة، وقد شاهدنا بأم أعيننا كيف كان جمهورنا الرياضي يحتفي بالفرجة الكروية من مدرجات ملاعب قطر.. فهل من مانع أن لا يكون لنا حظ في الترويح عن النفوس ونحن نودع سنة بكل أمانيها ومآسيها.. ولنحيي الأمل في النفوس في مطلع عام سنة ستهل علينا ونريدها أمنا وأمانا وسلما ورغدا لكل الشعوب ونريدها محطة لتشييع أحزاننا إلى الأبد.

وفي هذه المحطة وجب التفكير أن لا نعدم بقرارات متسرعة عدم الاحتفال بهذا المطلع الجديد.

الاحتفال في نهاية المطاف، فرصة ينتظرها العديد للترويج الاقتصادي فنادق موسيقيين صانعي الحلويات باعة الورد وباعة الهدايا وغيرهم وبالضبط هذه الشرائح قد تضررت بما فيه الكفاية، لكن بالإمكان أن تمر المناسبة بدون تبعات وما تحتاجه في هذه الظروف سوى التفكير في سبل تنظيمها.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *