بكل صدق المغرب الآن أفضل بلد عربي وافريقي
محمد الشرفي
الضجة المفتعلة، والتي تفرج عليها العالم بالشواطئ المغربية الشمالية (الفنيدق وسبتة المحتلة )، قصة محاولة لجوء بعض الاطفال إلى سبتة « المحتلة » فيها نوع من الدعاية المجانية. المغرب الآن ليس هو مغرب الثمانينيات، وبكل صدق .المغرب الآن في حاجة إلى يد عاملة (إناثا وذكورا) والأوراش في المدن تعاني من نقص في اليد العاملة. في البادية حدث ولا حرج، خاصة في المناطق الفلاحية .حيث العامل العادي في المدن أجره يتراوح ما بين 100 و120 درهما في اليوم والعامل المكتسب للخبرات، ما بين 170 و200 درهما، والعمل في المجال الفلاحي يكسب يوميا 70 درهما في الأيام العادية أما في مواسم الحرث والحصاد يصل ثمن العامل إلى 200 درهما تنضاف إليها وجبة الغداء.. طيب أين المشكل اذاً؟
المشكل أن البعض لا يريد العمل ويفضل إما أن يلتجئ إلى (القطاع غير المهيكل ) فراش أو يجر عربة، أو يشتري « جيلي اصفر » وينصب نفسه حارسا بقوة الأمر الواقع. ولا يفوتني أن أقول أن المرأة التي تشتغل في البيوت يكون أجرها ما بين150درهما و200 ده مع الوجبات. حتى ظاهرة الشحاذة (السعاية) لم تسلم من بعض الرجال والنساء معا. المغرب الآن صار يستورد مدبرات منازل في الفليبين وأندونسيا ومن افريقيا عمالا وعاملات. الحرفي الآن لا يريد أن يشتغل بالأجر يريدها بالقطعة (كرجة) وفي الغالب تتفق مع أحدهم وبدل من القيام بها يروح هو ويتفق مع آخر ويأخذ عمولته من الثاني. مشكلة المغرب أن الدولة تركت الحبل على الغارب من يريد يفعل أي شيء لا تتدخل فيه الدولة مادام هو مشغول ومهنيها. القطاع غير المهيكل يضيع على الدولة 20 مليار درهم. لو الدولة اخذت الأمر بجدية وهي تستطيع، وفرضت الضريبة على كل شخص يتاجر أو يحرس أو يشحذ لتقلصت تلك الظاهرة وتوفرت اليد العاملة . وفي الغالب إن ظاهرة الهجرة السرية وراها عصابات محترفة .هناك شباب أهلهم ميسورين الحال. هكتارات سقوية، ومع ذلك يتركون كل ذلك ويغامرون (الحريق ) كع جيلي كنا في وضع أسوء مما هو عليه الحال، ومع ذلك لم نكن نغامر من أجل الشوهة. نعم لما ضاق الحال وكان الأمر ليس بيدي. اخترت الغربة مكرها لا بطلا، غسلت الصحون وافترشت الأرض( بالعربي في الأول تكرفست ).مع الأيام فرضت نفسي، كونت أجيالا لهم من الشواهد العليا، ما لم يصل إليها الكثير من أقرانهم. كل ذلك كان. حب الوطن خط أحمر، و بكل صدق المغرب الآن أفضل بلد عربي وافريقي *
