خطأ شائع
لبنى حمادة/ القاهرة / مصر العربية
اعتادت الأمهات أن تصنع من جدائل بناتهن دوامات بحجم العالم
لتبتلع ابتساماتهن ، و تقيد خصورهن ،
لتعلمهن المشي على خط الاستواء بخفة..
دون أن يدنس طرفهن عين تتصيد عذوبة ينابيعهن ،
و تهوى اللهو بين ثمار البساتين
فيوئد طهارتهن عفن التأريخ ،
و تبطش بهن خطاه العرجاء
في شارعنا سقطت نجمة صغيرة في حلم مثير لذئب جاف
مزقها..
فصارت عظام فخذيها رماح تقتص من صدر السماء
أخرى بجناحين
لا أرض تسعها ،
و لا قيد يحزمها
تكره الجدائل ، الدوائر
الجاذبية ،
و صدى الأصوات
كلما تتبعت خطاها وحلقت إثرها
زارني طيف في منامي
يداعب جديلتي ،
يضرب على ظهري
ثم يدير وجهه ..
و يستمر بنبش قبرين
و غزل مشنقة
أستيقظ ..
و إذا الشمس تحترق ،
الدوامات تتسع
شارعنا يضيق
الأمهات تجز أحلام صغيراتهن
و الصغيرات تنطفئ
و أنا أنثر رماد جديلتي ،
أعيد عين أمي إلى رأس المدى
أجرم الأبحار ،
و تتبع خرائط السماء
و أصرخ .