المفكر المغربي الأستاذ مصطفى النهيري مهدد بالتشريد من خلال محاولة الاستيلاء على مسكنه.
المنظار:
في سنوات الثمانين من القرن الماضي، العديد من أهل الدار البيضاء ومن أبناء المدينة ودرب السلطان، يعرفون من يكون هذا الإنسان الأنيق والمختلف عن غيره والذي جرت العادة أنه يحمل دوما حزمة من الكتب.. وإذا ما تخير ركنا منعزلا بمقاهيه المعتادة كان يدخن بشراهة تلك الأعجوبة التي يحشوها بالتبغ الذي يترك رائحة الشوكولاتة تعم المكان..
كان وديعا وطيبا وسخي البسمات، وفي تلك الفترة بالذات كانت العديد من كتبه تعرف انتشارها بحي الأحباس وبمكتبات وسط المدينة الكاتب المتمرد وغيرها من المؤلفات التي اختار في عناوينها أن يعبر عن قلق وجودي لم يختبره غيره من مبدعي المرحلة.
اليوم تمتد محنته في الحياة، لتكشف لنا في جوهرها أن المثقفين لا يحظون بالمكانة الاعتبارية التي يستحقونها وعلينا ايقاظ ما تبقى في الضمير المجتمعي من حس إنساني..
كتبها شيخ القاصين عبد الحميدي الغرباوي
نشر الكاتب الأستاذ عبد الرحيم التوراني في مجلة (السؤال الآن) الرقمية، مقالا مستفيضا عن الكاتب مصطفى النهيري الذي يقف الآن على عتبة الثمانين من العمر. وأشار في سياق المقال إلى معاناة الكاتب النهيري من خلال ما يتعرض إليه اليوم من مضايقات ومحاولة الاستيلاء على مسكنه.
وعطفا على مقال الكاتب عبد الرحيم التوراني أعيد نشر تدوينة كنت نشرتها على صفحتي في الفيسبوك، سنة 2018 أحكي فيها عن حادث لطيف حدث لي معه بمقهى موريطانيا بحي الأحباس .
الصور المرفقة بكاميرا هاتفي.
ــــــــــــ
مصطفى النهيري: « هذه قلة أدب »…!!!
.
لن أراهن على أن فئة قليلة هي التي تعرف هذا الرجل، لكن جل الكتاب الشباب لا يعرفونه، و النادر منهم سيعرفه باسمه فقط..
في الأحد الماضي صباحا، فوجئت به يدخل مقهى موريطانيا بالأحباس، ينتدب له ركنا بعيدا عن الزيائن، ويفتح له مجلة باللغة الفرنسية..أقبل النادل، طلب منه قهوة بحليب، أشرت للنادل أن الطلب سيكون على حسابي…
كان الرجل بين الفينة والأخرى يضع المجلة على المائدة ويتناول قلما ، ويغيب في تفكير طويل، ثم يضع رأس القلم على الورقة لكنه لا يكتب حرفا، كما لو أنه عاجزعن الكتابة أو ترجمة فكرة أو أفكار في شكل جمل وعبارات على الورقة.. ثم يضع القلم ويعود إلى المجلة …
هَمَّ بالمغادرة، نادى على النادل، أقبل، أراد أن يؤدي ثمن القهوة بالحليب فأخبره النادل أن شخصا أدى ثمنها، فما كان من الكاتب سي مصطفى النهيري، إلا أن رد عليه بالقول:
» هذه قلة أدب… لماذا لم يأت ليسلم علي »…
ـــــــ
نداء:
أما من رادع؟… أنقذوا المفكر مصطفى النهيري من التشريد والضياع