رحمة الزلزال رغم موت الأحباب

رحمة الزلزال رغم موت الأحباب
شارك

✍️:حدو شعيب.

رأى العالم كله مشاهد الزلزال العنيف والمدمر في الحوز ومراكش وتارودانت، وحتى الآن لم تتضح بعد الخسائر المادية في الممتلكات والأرواح والمفقودين.

قد يتعجب البعض من أن هناك مشاعر تنام في عمق الإنسان ، لا يوقظها إلا حدوث زلزال فجأةً ، علماً أن الزلازل هي تدمر وتقتل كل شيء تضربه ، إلا المشاعر الإنسانية الحقيقية ، فالزلازل هي تبقيها قائمة وتخرجها من ثباتها ولا تدمرها ، أي أنها تعمل على ايقظها من النوم لتعيش الحياة ، وتتفاعل معها وتعطى وتأخذ ، فتعطى للحياة اللون والطعم والرائحة ، وتأخذ من الحياة ما بها من مرارة ، وتعيد صياغة الأشياء عندها حتى وتعيد تسمية أسماء هذه الأشياء ، وتصبح عندها مقبول ما كانت قد ترفضه ، وترفض ما كانت قد تقبله ، ويصبح لمسمى الموت معنى آخر ، ولمعنى الحياة اسم آخر ، وتخرج من النفس بعد المعاناة إبداعات تقترب من الخوارق ، وقد يسأل الإنسان نفسه أين كانت ؟ فيكتشف بعد قليل أنها كانت نائمة في داخله، انتظارا لزلزال يقظها ويخرجها للحياة ، هذا الكلام قد عاشه كل المغاربة من بعد زلزال  الحوز و تارودانت معاً بالأمس ، وبدؤا مسيرتهم مع الحياة ، هذه المسيرة تجعلهم كلما نظروا إلى الخلف ،تساءلوا أين كانت تختبئ هذه الأيام ، والتي أخرجت منهم ما هم  يعيشونه  اليوم ، وكأن أقدار الله التي نعيشها تحمل كمال الرحمة التي كثيراً ما لا يدركها كل منا ، ويعتقد أنه قد نزل به منتهى البلاء ، وينسى أن الله رحيمٌ بعباده ، وفي أقداره رحمة لا تدرك في حينها ، لذلك أقول أن زلزال المغرب وإعصار ليبيا ، فيهما رحمة رغم الموت لا تدركها العقول إلا بعد حين ، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *