أحداث وشخوص: الشهيد المهدي بن بركة بمناسبة رحيل المرحومة زوجته

أحداث وشخوص: الشهيد المهدي بن بركة بمناسبة رحيل المرحومة زوجته
شارك

رحال لحسيني

توفيت يوم الأربعاء 26 يونيو 2024 بالعاصمة الفرنسية باريس السيدة غيثة  بناني أرملة القائد والمعارض السياسي المغربي المختطف الشهيد المهدي بن بركة.

الشهيد المهدي بن بركة، قائد سياسي مغربي، من رموز الحركة الوطنية وأحد الوجوه البارزة لحزب الاستقلال.

بعد انفصال التيار اليساري عن حزب علال الفاسي، كان أحد أعضاء الكتابة الجماعية للاتحاد الوطني للقوات الشعبية الذي تأسس سنة 1959 وسيتزعمه الأستاذ عبد الاله ابراهيم، أول رئيس حكومة سياسية وذات أثر « مستقل » في توجهات وبنية مغرب ما بعد الاستعمار المباشر، قبل أن تتفرق بينهم السبل حيث قرر جزء من الحزب مصارعة النظام معتمدا العنف الثوري، تيار الفقيه البصري، واختار جزء آخر منه المعارضة السياسية للحكم، المهدي بن بركة.

فيما تحول جزء كبير منه (الإتحاد الوطني) إلى حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بقيادة كاتبه الأول الأستاذ عبد الرحيم بوعبيد والذي ظل في معارضة الحكم من داخل النظام إلى أن قاد تجربة « التناوب التوافقي » الكاتب الأول الذي خلفه على راس الحزب الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي على عهد الملك الراحل الحسن الثاني.

ترأس المهدي بنبركة المجلس الوطني الاستشاري (أول « برلمان مغرب الاستقلال ») في عهد الملك محمد الخامس. وكان من أساتذة ولي العهد بالمدرسة المولوية.

أستاذ الرياضيات والزعيم اليساري الذي نسبت إليه إمكانية حصول المغاربة على 10 دراهم (سنوات الستينات) لكل فرد من عائدات الفوسفاط. أحد زعماء العالم الثالث، لعب دورا مهما في توحيد حركات التحرر بالقارات الثلاث (افريقيا، آسيا، امريكا الللاثينية) لم تتح له فرصة المشاركة في مؤتمر القارات الثلاث بهافانا بكوبا يناير 1966 إثر اختطافه واختفائه أواخر سنة 1965.

صاحب « الاختيار الثوري » تقرير النقد الذاتي المقدم للكتابة العامة للاتحاد الوطني للقوات الشعبية سنة 1962 بمناسبة المؤتمر الثاني للحزب، الذي تناول فيه « الاخطاء التي جعلت الحركة الوطنية تحرم من مكاسب نضالها؟ »*

وبغض النظر عن مصير التجارب الوطنية والقومية التي عرفتها المنطقة وانهيار التجربة الاشتراكية بأخطائها الكبيرة في الاتحاد السوفييتي والمعسكر الشرقي، فإن استحضار التاريخ (من أجل المستقبل) يبقى أمرا مطلوبا، من خلال التجربة السياسية للشهيد المهدي بن بركة الذي تم تصنيفه كأبرز معارضي الملك الحسن الثاني الذين صدر في حقهم حكم بالإعدام، وأحد زعماء العالم الثالث المناهضين للإمبريالية الامريكية والغربية ورديفتيهما الصهي… ونية الذي يجب التخلص منه بتصفيته.

تم اختطافه يوم 29 أكتوبر 1965 من أحد مقاهي باريس بفرنسا (ليب) بعد استقدامه إليها بدعوى انجاز فيلم سينمائي وثائقي حول مناهضة الاستعمار ولازل مصيره مجهولا منذ ذلك التاريخ.

تعددت الروايات حول تعذيبه وقتله وتذويب جثته في الأسيد، وغيرها من الروايات المحتملة المرعبة والغامضة في نفس الأن، والتي لم يتم البث فيها بشكل تام، في المصير المؤلم للمعارض المغربي البارز المهدي بن بركة، وذلك رغم مطالب الكشف عن الحقيقة التي لا زالت مستمرة على بعد حوالي 60 سنة (59 سنة تحديدا) من اختفائه.

تحية لروح المرحومة الفقيدة زوجة الشهيد المهدي بن بركة التي تحملت خلال كل هذه السنين مأساة الاختفاء والاغتيال وكافة الأعباء كأم لأربعة أبناء أصبحت دون سند، ولترقد روحها في طمأنينة وسلام.

28 يونيو 2024

* من مقدمة المهدي بن بركة لتقرير « الإختيار الثوري في المغرب »، يوليوز 1957.

المصدر كتاب المهدي بن بركة الذاكرة الحية 5-1965 « الاختيار الثوري » منشورات اليسار الديمقراطي.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *