خسارة المغرب في انتخاب نيابة المفوضية الأفريقية ضد الجزائر رعونة تجب المساءلة عنه وترتيب الأثر عليه.

خسارة المغرب في انتخاب نيابة المفوضية الأفريقية ضد الجزائر رعونة تجب المساءلة عنه وترتيب الأثر عليه.
شارك

صبري الحو

محامي بمكناس

خبير في القانون الدولي قضايا الهجرة ونزاع الصحراء

الرئيس العام لأكاديمية التفكير الاستراتيجي

نركز على اخفاق المغرب في الفوز بنيابة رئيس المفوضية الأفريقية! ولا نطرح سؤالا حول من يتحمل مسؤولية إخفاق المغرب في هذا الفوز؟ فالترشح قرار ليس وليد صدفة وليس اعتباطي بل ناتج عن دراسة واختيار وتصميم.

قد نتذرع الآن بكون المنصب لا يكتسي اهمية سياسية! وليس اولوية مغربية! وهو مجرد نيابة فقط! قد يكون كل ذلك صحيحا؟ وقد نبرر الفشل والرسوب بنهج الجزائر أساليب غير اخلاقية وشرائها ذمم القادة والموظفين والمسؤولين الأفارقة؟ وفق ما تم الترويج والدعاية له في الإعلام قبل هذا الانتخاب؛

بيد أن كل تلك المبررات غير مقنعة وغير مؤثرة في عمق نتيجة فوز الجزائر على المغرب. فنحن والجزائر في معركة مستمرة ومتعددة الأوجه والواجهات؟ والأخيرة أي المعركة خدعة. والعبرة في النهاية بمن يفوز بها لحماية وتعزيز حماية مصالح بلاده ووطنه.

ولهذا فان اختيار المغرب الترشح ضد الجزائر في اي منصب من المناصب قارية او اممية وغيرها يجب ان يكون مبنيا على دراسة وترجيح احتمالات الفوز والخسارة، ومحسوما للفوز منذ البداية تحت طائلة عدم المبادرة بالترشح أصلا.

وفي حالة عدم اليقين والشك في الفوز المغربي يستحسن عدم الترشح أصلا ودعم مرشح آخر من بلدان صديقة! فالحيثيات والجزئيات والتفاصيل الصغير عندما يتعلق الأمر ضد الحزائر تحسب بميزان بيض النمل، لأنها جد حساسة.

ورغم عدم اهمية هذا المنصب وهذا الترشح وهذا الفوز ذريعنا بعد الخسارة، الذي يتناقض ويكذبه اختيارنا الترشح له، يجب ان نعترف انها تؤثر بطريقة غير مباشرة في تقدم المركز المغربي ونجاحه. ومن تم لا مجال ولا هامش للخطأ. وغير ذلك يعتبر رعونة وإهمالا يجب المساءلة عنه؟

وسبق ان قلنا في مناسبات سابقة ان بلوغ المغرب النجاح ليس مهما بقدر اهمية الاستمرار فيه، والتراخي غير مسموح به. وهو ما يضع التزاما على الجميع لحماية هذا النجاح ومراعاته وحصانته وصيانته من التقهقر وعدم المساس به.

فالدبلوماسية الملكية قامت بمجهودات أسطورية وحققت نجاحات فاقت كل التوقعات، وتضع قيد الاعتبار صيانة الأمن القومي المغربي في أدق تفاصيله وجزئياته، وتحصن المكتسبات قبل الانطلاق إلى حشد اخرى بيقين مطلق غير قابل للمجازفة بالفشل.

وعلى الجميع كل من موقعه وضمن دائرة اختصاصه السعي لتعزيز المركز والنجاح الملكي والمغربي ودعمه تحت طائلة المسائلة. فمن يتحمل مسؤولية الفشل في الاستحقاق والانتخاب الأفريقي المغربي في نيابة مفوضية الاتحاد؟ وماهو جزاء اخفاقه الذريع؟

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *