عندما أكد الكاتب صنصال.. ان معظم الغرب الجزائري ارض مغربية صرفة.
الدبيش عبد الوهاب: استاذ جامعي في مادة التاريخ
الحدود الموروثة عن الاستعمار
لم يكن لهذا المبدأ ان يترسخ في مؤتمرات منظمة الوحدة الافريقية؛ لولا التآمر الذي وقع وعاشه المغرب مع خمسة دول هي الجزائر ومصر جمال عبد الناصر وغينيا سيكوتوري وتنزانيا تيريري واخيراً دولة غانا التي غاب عني اسم رئيسها!
الفكرة شاعت في المنتظم الأفريقي مع نهاية الحرب المغربية الجزائرية المعروفة بحرب الرمال سنة ؛1963
لكن لماذا دافعت هذه الدول على هذا الطرح؟
الجزائر هي الدولة الجديدة التي اعتبرت خريطتها هدية من السماء أنزلها ديغول على دولة اعتقد اسلافه انها لن تستقل عن الاحتلال الفرنسي مساحة تبلغ أكثر من مليونين ومئتين وثمانين ألف كم مربع اقتطعت جلها من المغرب!! تقدر المساحة المقتطعة بحوالي مليون ونصف المليون كم مربع حدودها ادرار او توات وامتداداتها لجهة الشمال، تشمل عين صالح مولد الولي الصالح سيدي احمد التيجاني تتصل بوادي تافنا الذي اعتبره سلاطين الدولة العلوية وأتراك الجزائر هو الحد الفاصل بينهما.. ولكن لا يعرف مصب وادي تافنا فإنه يبعد عن وادي روزنامة باكثر من ثمانين كلم الى الشرق وتشمل هذه المساحة گورارة والقنادسة وتيمومين وتيدلكت وتوات التي غيب الساسة الجزائريون اسمها حتى أضحى ممنوعا من التداول؛ اما باقي الأراضي فهي اراضي تونسية وتشمل الشاطئ الذي يمتد من بجاية الحفصية والى حدود تونس الحالية مضافا إليها الأراضي التي تخلى عنها بورقيبة لبومدين خوفا من مجابهته عسكريا؛ اما الجهة الليبية فان الأراضي المقتطعة قليلة لان الفرنسيين لم يجرؤوا على مجابهة إيطاليا الدولة التي كانت تحتل ليبيا آنذاك!!
الأراضي المقتطعة من مالي او من بلاد السودان القديمة كانت أصلا تشمل مجموعات بشرية تمتد من السينغال والى بوركينا فاصو ومالي التي اقتطعت منها أراضي قبائل الطوارق..
المساند الاول لفكرة الحدود الموروثة عن الاستعمار هو جمال عبد الناصر الذي رأى في تقديم الارض المغربية فرصة مواتية للقضاء على الملكية بالمغرب بسبب عدائه الكبير لها!
باقي الأطراف انساقت مع الظاهرة الصوتية لجمال عبد الناصر؛ وإلا كيف لرجل يلبس ثيابا تقربه من رمز الكفاح المغربي السلطان محمد الخامس وحبه للمغرب؛ له ان يرد ويجاهر ويدافع عن ظلم عانت منه غينيا نفسها التي اقتطعت منها أراضي شكلت دولا اخرى لا وجود لها في الازمنةُ ما قبل الاستعمار؟؟
هذا ما تحاول الطغمة العسكرية بدولة الجزائر الدفاع عنه ومن اجله اعتقل الكاتب صنصال الذي دمر أحلامهم بتأكيده ان معظم الغرب الجزائري ارض مغربية صرفه..
صنصال الذي يستحق منا ان نشكره على قوله الحقيقة التي ضحى من اجلها لسنة جابه فيها اعتقالا تعسفيا دام قرابة سنة؛ صنصال الذي أضحى موضوعا للصحافة الدولية التي انتبهت ان تصريحاته تستحق ان يرددها العالم كله لأجل الحقيقة فقط..
هكذا اذن تبقى مقولة الحدود الموروثة عن الاستعمار عقيدة فكرية وأيديولوجية يرددها حكام لم تكن خريطتهم سنة 1830 تتجاوز أكثر من نصف مليون كم مربع!؟
