جائحة كوفيد 19، هل ستعيد ترتيب قوى قيادة العالم؟

جائحة كوفيد 19، هل ستعيد ترتيب قوى قيادة العالم؟
شارك

علال بنور

بات من المؤكد اليوم، أن العلماء وخبراء الأوبئة والأطباء وعامة الناس، يتساءلون متى سننتهي جائحة الوباء اللعين كوفيد 19؟ الذي أدى إلى كساد اقتصادي عالمي وأزمات اجتماعية من أخطرها، التزايد المستمر لعدد المصابين وكثرة الوفيات؟ وكيفية وضع اليد على الحقائق العلمية، للكشف الكامل عن هذا الوباء؟ ومتى سينتهي الوباء دون القدرة على التنبؤ بتوقيت زواله؟  بالرغم من وضع استراتيجيات لمكافحته وإحداث  مساحة واسعة من اهتمامات الانظمة الحاكمة ،خصوصا بدول الشمال، التي تتحمل مختبراتها التسابق مع الزمن للبحث عن حلول ناجعة مع البحوث السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تسعى إلى حل نهائي، ومع ذلك ظهر عجزها عن انقاد البشرية، والتي تستأثر بفرض قبضتها على زمام قيادة النظام العالمي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، لينكشف للعالم  التصدعات العميقة التي أصابت النظام العالمي الجديد، والذي يتوقع أن يحل نظام آخر جديد مع نهاية وباء كورونا، كما سيدب الشك في أن الدول القائدة للعالم هل  سيبقى لها  من دور قيادي، الذي درجت عليه منذ الحرب العالمية الثانية؟ حيث تتوقع العديد من الدراسات، أن الكساد الاقتصادي المقترن بارتفاع معدلات البطالة، والناتجة عن الوباء، سيزيد من  حدة التوتر المتصاعد. ومن الطبيعي جدا، أن يؤدي هذا المناخ المشحون بعوامل التوتر والتشكك وعدم الاستقرار إلى تعميق أزمة الديمقراطيات الليبرالية التي أفرزها نظام (بريتون وودز) ومؤسساته في سبعينيات القرن الماضي. اليوم هل ستستمر الدول القوية على مواجهة الجائحة وتداعياتها لمواجهة المشاكل الداخلية؟ وكيف ستتعامل مع باقي دول العالم، خصوصا دول الجنوب؟ هل سيؤدي ذلك إلى عدم تمكن الغرب من الحيلولة دون اهتزاز موقعه القيادي التقليدي للعالم؟

وهل سيترتب عن هذا الوضع غير المعتاد تصاعد قوة الصين، لتنازع الدول القوية لاحتلال قيادة العالم؟ في ضوء إصرار الصين التي أثبتت أمام العالم مدى تمكنها من محاولة القضاء على الوباء، بفضل توصل المختبرات الصينية إلى تجديد اللقاح، شأنها شأن دول الشمال، إن لم تكن قد كان لها السبق في ذلك. وذلك بالإضافة إلى الحجم الهائل من المساعدات الصينية التي قدمت للدول المنكوبة، يبدو أن التطور الهيكلي في التسلسل الهرمي للسلطة العالمية، سيؤدي إلى الصراع. في السباق نحو كسب قوة قيادية يمكن أن تكون من الدول الصاعدة كالهند، للدخول في شكل تعاون مع الصين لمشاركتها في تقاسم قيادة العالم، إن لم تشكل منافسا للصين، خاصة إذا ما أتاحت المتغيرات العالمية الجديدة الفرصة للهند، أن تنضم إلى مجموعة الدول الدائمة في مجلس الأمن وهي من الدول الصاعدة.

طرحت تساؤلات في هذا الصدد، ما هي محاولة رسم الشكل النهائي للنظام العالمي بعد الوباء؟  لكن بات من المؤكد أن الوباء سيكون له تأثير على التوازنات الاقليمية والعالمية في النظام الدولي. باعتبار أن الجوائح واسعة النطاق، ستسرع من وتيرة إعادة توزيع القوى العالمية، أو التسلسل الهرمي أو التغيير المنهجي. ولا شك أن الجائحة أبرزت الثغرات القائمة في النظام العالمي الحالي، كما كشفت عن مواطن الضعف فيما يسمى العالم المتقدم.  ومع ذلك، لا توجد إجابة قاطعة لما سيكون عليه النظام العالمي ما بعد الجائحة، وما معادلة القوة العالمية في المستقبل؟ ومن سيكون في المستويات العليا للتسلسل الهرمي ومن سيكون في المستويات الدنيا منه؟

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *