قصيدة: (سأقاوم)
للشاعر الذي رحل عنا سميح القاسم:
سميح القاسم أحد أهم وأشهر الشعراء العرب والفلسطينيين المعاصرين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والمقاومة من داخل أراضي العام 48، رئيس التحرير الفخري لصحيفة كل العرب، عضو سابق في الحزب الشيوعي. ولد لعائلة فلسطينية في مدينة الزرقاء بتاريخ 11 مايو 1939 حيث عَمِل والده في قوّة حدود شرق الأردن في ذلك الحين؛ عادت عائلته إلى الرامة سنة 1941، وتعلّم في مدارس الرامة الجليليَّة ( 1945-1953)، والناصرة (1953-1957). علّم في إحدى المدارس، ثم انصرف بعدها إلى نشاطه السياسي في الحزب الشيوعي قبل أن يترك الحزب ليتفرغ لعمله الأدبي. [2][3] وتعلّم في مدارس الرامة الجليليَّة والناصرة
ربما أفقد ماشئت، معاشي
ربما أعرض للبيع ثيابي وفراشي
ربما أعمل حجّارا.. وعتّالا.. وكنّاسَ شوارع..
ربما أبحث، في روثِ المواشي، عن حبوب
ربما أخمد.. عريانا.. وجائع ..
يا عدو الشمس.. لكن.. لن أساوم ..
وإلى آخر نبض في عروقي.. سأقاوم!
ربما تسلبني آخرَ شبرٍ من ترابي
ربما تطعمُ للسجن شبابي
ربما تسطو على ميراث جدي ..
من أثاث.. وأوان.. وخراب..
ربما تُحرقُ أشعاري وكتبي
ربما تُطعم لحمي للكلابِ
ربما تبقى على قريتنا كابوسَ رعب
يا عدو الشمس.. لكن.. لن أساوم ..
وإلى آخر نبض في عروقي.. سأقاوم!
ربما تطفئ في ليليَ شعلة
ربما أُحرم من أمي قبلة
ربما يشتمُ شعبي وأبي، طفل وطفلة
ربما تغنم من ناطور أحزاني غفلة
ربما زيّفَ تاريخي جبانٌ، وخرافيٌ مؤُله
ربما تحرمُ أطفالي يوم العيد بدلة
ربما تخدع أصحابي بوجهٍ مستعار
ربما ترفع من حولي جداراً وجدار
ربما تصلب أيامي على رؤيا مذلة
يا عدو الشمس.. لكن.. لن أساوم
وإلى آخر نبض في عرقي.. سأقاوم!
يا عدو الشمس ..
في الميناء زينات، وتلويحُ بشائر ..
وزغاريد، وبهجة
وهتافات، وضجة
والأناشيدُ الحماسية وهجٌ في الحناجر
وعلى الأفقِ شراع ..
يتحدى الريح.. واللج.. ويجتاز المخاطر ..
إنها عودة يُوليسيز
من بحر الضياع ..
عودةُ الشمس، وإنساني المهاجر
ولعينيها، وعينيه.. يمينا.. لن أساوم ..
وإلى آخر نبضٍ في عروقي ..
سأقاوم!
سأقاوم!
سأقاوم!”