الحرب الظالمة

الحرب الظالمة
شارك

فؤاد الجعيدي

أسلحة الدمار، تدك المناطق الآهلة بالسكان بشمال قطاع غزة وحي الشيخ الجراح، تقتلع منه البنايات المدنية بالصواريخ المخترقة للإسمنت، وعشرات الناس منهم الأطفال يموتون بالاختناق أو تحت ركام البيوت.

إنها البشاعة البربرية في أكثر تجلياتها اعتداء على الحق في الحياة، وهو وضع لا ينسجم مع أي أمة أو ملة تتصدى لهذا الحق وتعمل على التطهير والإبادة العرقية.

لكن ما لا أفهمه اليوم، أن هناك من يقيم التظاهرات ويناصر صواريخ كتائب القسام وحماس في خطاباتها التي تقدم للحركة الصهيونية مزيدا من المبررات لإعدام الحياة بغزة التي عانت من الحصار، ومن التنكيل ومن الصراعات في هذا الشرق اللعين.

لنكن واضحين للرهان على القوى الديمقراطية في العالم، وعلى الشعوب لحملها على التنديد بهذا بكل مظاهر العنف التي تقودها دولة إسرائيل، وتعتدي بها أيضا على مواطنيها الذين لا يشاركونها توجهاتها العدوانية الهمجية، وعدم اصطفافها بجانب القوى المحبة للسلام والداعية للتعايش بين البشر.

إن الخيار الوحيد والعادل، هو أن ترضخ كل الأطراف للجلوس إلى مائدة التفاوض، وضمان حق الفلسطينيين في العيش الأمن جنبا إلى جنب مع اليهود والعودة إلى دولتهم عاصمتها القدس الشرقية، كمدينة روحية بها روابط تاريخية بين الديانات السماوية.

هناك أطراف يمينية تتغذى من بؤس الناس، وهناك أطراف إقليمية تزايد بالفلسطينيين على الفلسطينيين، وهناك فصائل لم تقتنع أن عالم الحروب لم ينتج سوى الشتات، والعيش تحت خيام تنعدم فيها شروط الحياة، في الوقت الذي يعيش فيه آخرون النعيم بالأبراج والمدن الذكية.

قبل أن تحط الحرب رحاها، ستخلف جرحى ومعطوبين وأصحاب إعاقات دائمة ومآسي، وقبل الوصول إلى هذه المحطة، الشعب الفلسطيني نساء وشيوخا وأطفالا وأرامل وجرحى، يحتاجون إلى المساعدات العاجلة، وليس الشعارات التي يجهش أصحابها باللغة في حماس لن تطلع عليه الشمس بالخير المنتظر.

الشعب الفلسطيني في هذه الظروف، محتاج إلى الغذاء والدواء والخيام، والتحرك الدبلوماسي الهادف إلى ايقاف هذه اللعنة التي لن تخدم سوى مصالح تجار السياسة والمفاوضين السريين والعلنيين في عواصم الدنيا.

أمتنا أمة العواطف والتباكي لم تتوفق في تاريخنا المعاصر للانتصار للسلم والتقدم ورفاهية الشعوب، ولم تعمل سوى على تجييش الناس للانغماس الأعمى في التخلف الروحي والمادي.

في هذه الظروف سارعت المملكة المغربية وعلى عادتها في كل ظرف عصيب و بأوامر من عاهل البلاد، على إرسال الدعم العاجل الذي يقتضيه الوضع المقلق، ثم على المستوى الدبلوماسي هناك محاولات لحمل الأطراف على التوقف العاجل على نشر الموت بين الناس.

المملكة المغربية لم تزايد في تاريخها على القضية الفلسطينية ولم تزايد بها مع أنظمة الدول الغربية والشرقية والعربية والإسلامية. وقد حافظت طيلة تاريخ الصراع على الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني في السراء والضراء في عمليات البناء وليس الهدم الذي لا كلفة له.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *