لافارج هولسيم، نقابة الدار لا تحمي عمال الدار
النقابي
مرت الطبقة العاملة وبالأخص، عمال المناولة بمعمل لافارج هولسيم بسطات، بظروف مريرة لم نسمع معها نقابة الدار قد تحركت للاصطفاف بجانب العمال أو استنكرت ما يجري من اعتداءات يومية على الحقوق و ظروف العمل، بل أن نقابة الدار ظلت على مدى سنوات تتواطأ مع الإدارة في العلن والسر ولم يسبق لها في أحداث بعينها، أن كانت طرفا فاعلا ومؤثرا في رعاية شروط وسلامة العمال، إزاء فاعلات ما عرف بالتلوث البيئي والذي وصلت تداعياته إلى مدينة سطات حيث الغيوم الدخانية انتقلت على مدى ن أكثر من عشرة كيلومترات.
اليوم العمال في أمس الحاجة إلى تمثيلية نقابية أصيلة لا تضع في اعتبارها خدمة أجندات سياسية ولا أن تستخدم العمال في قضايا لا تستحضر همومهم ومشاغلهم في تحسين أوضاعهم المعيشية والأجرية، وظروف عملهم وفق الشروط التي تراعي أوضاعهم الصحية وسلامتهم المهنية داخل مجال ينتج ملوثات متعددة وخطيرة على المسالك التنفسية للعاملين وتحتاج على الدوام اليقظة والحذر من الشركاء الاجتماعيين ومندوبي العمال.
إن النقابة إن كانت بالفعل تمارس العمل النقابي المستقل والأصيل والنابع من إرادة العمال بمسافة الابتعاد عن الإدارة، قد تشكل قوة اقتراحية مهمة ولا غنى عنها لتطوير آفاق العمل المستقبلي لفائدة العمال وتصون مصالحهم الحيوية.
إن الانتخابات المهنية لهذه السنة، هي الفرصة التاريخية أمام العمال لتقويم الاختيارات وموضعتها في الاتجاه الصحيح.
فالاتحاد المغربي للشغل ليس بالنقابة الذيلية لأي حزب سياسي، وانخراطه في هذه الانتخابات المهنية يأتي تحت شعار واضح وواقعي ( من أجل مندوبين للأجراء وممثلين في اللجان الثنائية، ملتزمين بالدفاع عن قضايا الطبقة العاملة ) ولا شك أن عمال هولتسيم سطات قد راكموا من الخبرات ما يؤهلهم اليوم لوضع الثقة في من يمثلونهم تمثيلية كاملة، ولا يركبون على طموحهم المشروع وتحويله نحو مطالب سياسية وصفقات من أجل خدمة أهداف الحزب الذي يؤمرون بأوامره.