رأي في قضية: المغرب الذي نريد

رأي في قضية: المغرب الذي نريد
شارك

علال بنور

عاش المغاربة كباقي شعوب العالم أزمة وبائية، ابتدأت بالحجر الصحي منذ شهر مارس 2020 إلى مارس 2021، في تدبدب بين الشد واللين، في فرض قانون الحجر، فحسب خبراء الأوبئة، سندخل مرحلة الانفراج بدءا من شهر يوليوز أو غشت، في مجرى هذه السنة. بطبيعة الحال، كان لهذا الوباء تداعيات سلبية في بعدها الاجتماعي، من صحة وتعليم وعطالة وتنقل وسفر، ثم تداعيات اقتصادية، ضعف الإنتاجية وما رافقها من خلل واضطراب في العرض والطلب. فبدا واضحا أثر الأزمة الاقتصادية على المجتمع، بالرغم من الحلول التي قدمتها الدولة،  في خلق صندوق كورونا الذي كانت فيه مساهمة اقتطاعات الموظفين جد مهمة.

ومن الحلول التي قدمتها حكومة حزب العدالة والتنمية، لم تتجاوز المتمنيات ومبدأ التقية والعودة إلى التكافل الاجتماعي في بعده الأسري. غير أن عبقرية الحزب الحاكم، تفتقت في فتوى تقول:  » ما (وباء كورونا) إلا مرحلة وسنعود لحياتنا الطبيعية  » عن أي حياة طبيعية يتحدثون؟

لا نريد العودة إلى حياة البطالة والفقر، وشل التعليم والصحة ، والغلاء والفساد المالي والإداري ، نحن نريد مغرب الكرامة والعدالة والحرية والحق، مغرب تكافؤ الفرص والمساوة في الحصول على الشغل والسكن …نريد إحداث القطيعة، مع اقتصاد الريع وخلق اقتصاد المواطنة ، نريد الإنهاء مع سياسة التشجيع على التفاهة، ونريد تعليما وحيدا واوحدا تتكافأ فيه فرص التعلم، نريد برامج إعلامية مواطنة تثقيفية في خدمة وتربية المواطن على المواطنة بين كل طبقات المجتمع ، نريد إدارة ومستشفيات في خدمة المواطن، نريد برامج سياسية واقتصادية واجتماعية، من أولوياتها صون كرامة ورفاهية المواطن ،لا المواطن المستقر .

لا نريد العودة بعد نهاية الوباء إلى مغرب التفاهة، ومغرب اقتصاد الريع، نريد مغرب العدالة المجالية والاجتماعية، مغرب يخلق الثروة وبدون تبذيرها، نريد مغرب برأسمال بشري، نريد مغرب يقتضي بالنموذج الجنوب االأسيوي، بعيدا عن النموذج الامبريالي الأوربي.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *