أيها المتقاعدون: الخطر أصبح حقيقة

أيها المتقاعدون: الخطر أصبح حقيقة
شارك

إدريس الأندلسي في كشـ24

أيها المتقاعدون التابعون لنظام المعاشات المدنية قد تواجهون أياما عصيبة خلال سنوات قليلة. الاحتياطيات تتناقص و تتهاوى و تشكل أكبر المخاطر عليكم. بعد ثلاث سنين أو أربعة ستكونون أمام أيام سوداء. كل الدراسات الاكتوارية تؤكد أن الأموال التي لدى الصندوق المغربي للتقاعد والتي يتم استثمارها لاستدامة نظام المعاشات المدنية تتناقص. تراجع أعداد الموظفين وعدم إيجاد توازن بين أعداد المتقاعدين وأعداد الموظفين الذين لا زالوا يشتغلون يدفع بالصندوق إلى سحب الاستثمارات لمواجهة حجم رواتب التقاعد. وخلال القادم من السنوات سيفلس نظام المعاشات المدنية و ستجد آلاف الأسر على حافة الفقر والحاجة. الأرقام صادمة والخوف كبير في الوقت الذي تقول فيه الحكومة أن إعفاء المتقاعدين من الضريبة على دخلهم مستحيلة. وهي التي تتساهل مع عدة مهن حرة وتخاف من مواجهتها لأنها لا تخضع للاقتطاع من المصدر. من السهل توجيه أسلحة الهشاشة إلى المتقاعدين و التواضع أمام البعض من التجار و الأطباء و المحامين و غيرهم.

المهم أن تقارير الصندوق المغربي للتقاعد وكافة الدراسات تطلق كل صافرات الإنذار عن انهيار قادم سيرمي بالتقاعدين إلى الحاجة وعدم القدرة على مواجهة حاجياتهم من ولوج إلى الخدمات الصحية وإلى اقتناء ما تتطلبه حاجيات الأكل و دفع مصاريف التنقل و الماء و الكهرباء. يشير آخر تقرير لهذا الصندوق إلى أن مجموع المصاريف وصل إلى ما يقترب من حوالي 40 مليار درهم في مقابل انخراطات سنوية لا تتجاوز حوالي 32 مليار درهم. الأمر إذن خطير ودفع الرواتب للمتقاعدين استهلك ما يزيد عن 7 مليار من المدخرات التي كان يتم استثمارها والتي كانت تساهم في توازنات الصندوق المغربي للتقاعد.

الغد أصبح مخيفا للمتقاعدين الحاليين و للذين سيتقاعدون بعد سنوات. عدد المتقاعدين يزداد وعدد من يدفعون الاشتراكات يتناقص. وتشير إحصائيات الصندوق المغربي للتقاعد إلى أن الكتلة المالية التي تدفع للمتقاعدين وصلت في 2019 إلى ما يقترب من حوالي 40 مليار درهم مقابل حوالي 32 مليار درهم كاشتراكات. وهذا الرقم يبين أن تآكل الاحتياطيات سوف يؤدي بعد سنين قليلة إلى الإجهاز على الاحتياطات . و آنذاك سوف تتناقص ما يتلقاه المتقاعد بحوالي 50% وستحصل الكارثة. وبعد كل هذا سيتم الإعلان عن إفلاس تام لنظام المعاشات المدنية. بعد 5 سنين سوف نجد مئات الآلاف من الأسر تعيش في وضعية هشاشة. كل هذا لأن الحكومات المتعاقبة لم تكن لها الشجاعة على إصلاح نظام التقاعد. و ستستمر الأرباح التي تنعم بها فئات قليلة في تحقيق الأرباح واستغلال العقار والأبناك وتوزيع المواد النفطية و الغذائية و الغذائية إلى أن تشبع و لن تشبع أبدأ.

كفى من الهجوم على كل القطاعات المربحة عقاريا و تجاريا و زراعيا. المتقاعدون سيفتقرون لا محالة و أصحاب المال و النفوذ لن يجدوا بدا من الرجوع إلى منطق التوازن الاجتماعي. فبدونه لن نحافظ على السلم الاجتماعي و لن يقبل عاقل على ما نسميه بالديمقراطية. أهلا بكل القيم التي تمنح للجميع إمكانية التعبير عن الرغبة في العيش المشترك. الفقر الذي يمس حتى الطبقة الوسطى مؤشر خطير على هشاشة اجتماعية. آنذاك يصبح الكفر بالسياسة كمنهج متفق عليه مشروعا.  » و باراكا الله يخليكم  » و الفاهم يفهم.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *