الروائية والشاعرة مي زيادة
يقدمها الأستاذ المعانيد الشرقي
رأت النور في عالمنا العربي بفلسطين تحديدا مدينة الناصرة سنة 1886 اسمها الحقيقي ماري إلياس زيادة واستبدلته بمي لسهولة نطقه بين العرب لأنها كانت ذات أصول إفرنجية، غيرت اسمها لكي يسهل على الجميع تداوله بشكل سلس.
من لم يُغرم بكتابات مي زيادة لم يعرف للأدب طريقا، حتى أن من عاصروها من الأدباء والشعراء سقطوا في أسر قلبها الفياض وجمالها العذب. ولنا في رسائلها مع الأديب والفيلسوف والشاعر جبران خليل جبران خير دليل، لا أخفيكم سراً أنني لما كنتُ أقرأ رسائلهما ادرف دموع العشق والحب، وكنتُ أغبطهما كثيرا، وقد دأبتُ على تقليدهما في ولوج فن الرسالة.
مي زيادة كانت ولا تزال رغم وفاتها تأسر عُشاق الأدب بشكل لا يُطاق، أسلوبها في الكتابة كان بهيجا يتسلل إلى إلى الروح دون جواز سفر. أبدعت في الأدب والشعر بغزارة وبطريقة مدهلة.
عانت الحب فأبدعت، تعلمت، فازدهرت اللغات المختلفة بريح كتاباتها النقية. أما عن محبيها فكانوا كُثرًا أُخذوا بسحر أدبها ونقائها الصادقين، ليقعوا في مصيدة قلبها المغرم وليحكم على حبهم لها بالموت. هي مي زيادة الأديبة الآسرة صاحبة الكتابات التي لطالما غرست فينا مراحل حياتها النقية، لتتربع عرش النساء ولتجلس هناك بطلتها البهية وقلمها الساحر. لم أجد نظيرا لها من أدب النساء، حتى أن رواياتها الشهيرة غزت ربوع الوطن العربي من الخليج إلى المحيط، ولازلتُ أحتفظ برسائلها مع الأديب والشاعر الفيلسوف جبران خليل جبران..
حين تقرأ للاثنين تثمل بالكامل ويغمى عليك من فرط حنين وشفيف العبارات..
توفيت في مقتبل العمر عن سن ناهز 55 سن وبالضبط عام 1941.
فقد العالم العربي برحليها قامة أدبية سامقة بكاها الصغير والكبير العاشق للأدب ومن يعرفها أيضا من خلال جمالها البراق.
لروحها السلام الأبدي.