رحيل الصحافي المشاكس خالد الجامعي

رحيل الصحافي المشاكس خالد الجامعي
شارك

فؤاد الجعيدي

قد نختلف أو نتفق مع الراحل خالد الجامعي،  في ما كان يذهب إليه من طروحات ومواقف، في مغرب تميز بتعدد المواقف والآراء لدى نخبه ومثقفيه، وفي مغرب بالذات عرف مدا وجزرا، في مراحل متعددة من تاريخه، وجرب التناوب التوافقي وحمل الإسلامين إلى سدة الحكم.

قد نختلف أو نتفق مع آرائه، لكن أقسى خبر علينا، أن نسمع برحيله الأبدي، وأن يضمه تراب الأرض إلى ميعاد آخر في عالم آخر. في ظل هذا الخبر نجاهد أنفسنا لتجاوز ساعة الألم والضيم، وسنعود للاحتفاء به وبكل أشرطته القديمة، لنكتشف أن الرجل كان وطنيا حتى النخاع، وكان جريئا في مجتمع بات يتطلب الجرأة، وقول الحقائق الاجتماعية المرة، التي وقع حولها التواطؤ العلني والخفي عن أسباب الاختلالات، التي عمرت طويلا، ولما اقتنعنا بضرورات التصدي الجماعي لها، كانت الأحداث والوقائع تكشف لنا، أن ما انغرست جذوره في تراب الأرض الاجتماعية، يحتاج منا مزيدا من الصبر، ومزيدا من التوافقات، لإقناع أصحاب الاستفادة من آلام الناس أن يتنازلوا عن كل الرغبات المحمومة لريع، لم يعد مقبولا مع نضج أوضاعنا وظروفنا الوطنية، وكشكل من أشكال العلاقات الماضوية، ولم تعد طموحات المغرب المعاصر، الذي تحققت فيه بوادر نهضة جديدة، يقبل باستمرار ما كان سببا في خلق  العوامل الضاغطة والمنتجة لسوء النمو.

مغرب يتولى فيه الجميع مسؤولية التفكير في نموذج تنموي جديد، ومغرب يتصدى للهشاشة الاجتماعية، بتوفير الحماية لمواطنيه في زمن التحولات الكبرى، التي عاشت معها شعوب عديدة وعلى رأسها الشعوب العربية، هزات قوية عصفت برؤساء وحكام مستبدين وطغاة، وولدت تطاحنات عرقية وإيديولوجية، بحروب دموية دبت على الأخضر واليابس ونشرت الدمار والشتات واستفادت منها قوى ظلامية كانت ولا زالت تحت على مزيد من الجهل و نشر الخراب.

رحم الله الفقيد، والعزاء كل العزاء لأسرته الصغيرة والعائلة الإعلامية. وإنا لله وإنا إليه راجعون

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *