عذرا أبريل أنت لست كذابا.
مصطفى فاكر
يحل أبريل كل سنة ومع حلوله تنسج حكايات و هناك من يختلق كذبة أبريل، نعم هناك من اختار فاتح أبريل ليطلق العنان للسانه يقول ما يشاء مختبئا وراء هذا الشهر وكأنه كان صادقا في قوله بقية الشهور الأخرى، وهناك من لا يفرق بين الأول من أبريل و باقي شهور السنة الميلادية، بحيث يزرع الوعود تارة في بدايتها ويختلق الأعذار والمبررات على عدم تحقيقها و إنجازها في آخر السنة.
عذرا أبريل تأتينا وبداية الربيع! تأتينا وفيك ترتدي الطبيعة أبهى حللها، وتزين الورود خدودها كعروس خجلانة، فكم تمنينا أن تأتينا هذه المرة وأحلامنا قد أزهرت مع الفل والياسمين، تمنينا أن تأتينا وكل الوعود قد صدقت، كنا نحلم أن نلقاك ونحن تقدمنا بضع الخطى في طريق الحرية، وقد صعدنا درجة في سلم العيش الكريم، كنا نحلم أن نلقاك وقد أزهر ربيعنا الديمقراطي، تمنينا أن نلقاك والسلم والسلام قد غزا كل الأقطار، لكننا كنا فقط نحلم و نصدق أي وعد يقال لنا كأي أطفال صغار.
عذرا أبريل! لأن من يكذب هم نوابنا و حكومتنا وساساتنا ومن اخترناهم لتمثيل أمتنا، وعدونا بالتغيير بل غيروا أوضاعهم الاجتماعية لا غير.
عذرا، لأن من يكذب هي حكومتنا معارضتنا اللتان يتبادلان أبشع الألفاظ و الكلام، ومع أول خيط غروب يشربان معا نخب كأس غبائنا. عذرا لأن إعلامنا يكذب علينا طوال السنة و يستغبينا ببرامج و مسلسلات التافهة.
لا نملك اليوم سوى أن نطالب برفع تهمة الكذب عنك لأنهم ألصقوه بك ظلما و عدوانا وهم الذين يكذبون علينا في كل الشهور، بل قد ألفنا كذبهم.
لا نملك إلا أن ننتظرك هذه المرة بأمل كبير و حلم قليل… لا نملك إلا أن نشهد ببراءتك من الكذب براءة الذئب من دم يوسف.
فمن تتورد فيه خدود الزهور وتحيا فيه الطبيعة ليس كذابا.