بين أوهايو والرباط، تتضح فرجة التسويق وفرملة التوقيع
ابو عثمان
نزل لاعبو المنتخب الأمريكي لكرة القدم في المباراة الودية التي جمعتهم بالمنتخب المغربي يوم 1 يونيو 2022 في ولاية أوهايو، بقمصان تحمل أرقاما ملونة بألوان قوس قزح الذي يرمز إلى راية المثليين. وصادف موعد المباراة مع “عيد الفخر” المعروف باليوم العالمي لفخر المثليين، حيث يتم الاحتفال به في 1 يونيو من كل سنة، ويستمر الاحتفال به طيلة الشهر!! كما تزين بالمناسبة موقع الاتحاد الأمريكي لكرة القدم بألوان علم المثلية الجنسية، الذي يسمى “علم الرينبو” أو “علم قوس قزح”،
ولعل من مكر الصدف أن يتزامن موعد مباراة أوهايو التي انهزم فيها الفريق المغربي بثلاثة أصفار ،مع إفتاح الدورة 27 للمعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط، التي تقام في الفترة 2 إلى 13 يونيو وهو الافتتاح الذي عرف حدثا مباغتا لا يخلو من إثارة بعدما تم منع حفل توقيع وعرض رواية « مذكرات مثلية » لمؤلفتها « فاطمة الزهراء أمزكار بأروقة المعرض إثر تفاعل وزارة الثقافة بشكل مباشر مع الغضب الذي صاحب عرض رواية « مذكرات مثلية » واتخذت قرارا يقضي بمنع حفل توقيع وعرض هذه الرواية، .كما قررت الوزارة الوصية منع بيع أي نسخة من هذا الكتاب بالمعرض، بعدما خلق الكتاب حالة من الاستنكار بسبب ما اعتُبر تطاولا على قيم المجتمع المغربي المحافظ ، ولاقت مبادرة سحب الكتاب ومنع عرضه، استحسانا من طرف رواد التواصل الاجتماعي، لما اعتبروه تصحيحا لخطأ تنظيمي فادح، من شأنه أن يغلف ثقافة القراءة والمطالعة بأفكار دخيلة قد تسبب الهدم الحضاري والانسلاخ عن الهوية!!
ومن جهتها دافعت كاتبة الرواية فاطمة الزهراء أمزكار عن نفسها وعن كتابها، فقالت في تصريحات إعلامية بأنها توصلت بحوالي 145 تهديد بالقتل من طرف مجموعة من الأشخاص، ونظرا لكثرة التهديدات التي تصلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قررت اللجوء للقضاء، من أجل حمايتها. مضيفة أنها لم تكن تتوقع أن يتم سحب روايتها من معرض الكتاب، بهذه الطريقة، لأن هناك فقط أشخاصا محكومين في قضايا الإرهاب هم من هاجموها، ولم يرقهم عنوان الرواية،. موضحة أنه تم سحب الرواية بناء على العنوان، بحيث لم يتجرأ أحد على قراءتها، ليعرف مضمونها بحيث أن الرواية تتحدث عن الاغتصاب، والاغتصاب الزوجي، والتحرش الجنسي، وزواج القاصرات، والبيدوفيليا وغيرها من القضايا المجتمعية. وشرحت الكاتبة بأن الهدف من كتابة هذه الرواية هو تصحيح بعض المفاهيم لدى المجتمع المغربي حول المثليين.