نموذج من الأزمات الذاتية، لليسار المغربي

نموذج من الأزمات الذاتية،  لليسار المغربي
شارك

المنظار

عبد الكريم الطبي، يوج رسالة إلى الأمين العام السابق للجزب الاشتراكي الموحد، ويقلب فيها مواجع داخلية كما يصفها مناضل من قلب البيت، ونشرنا للرسالة المفتوحة، نسعى من ورائه إلى التأكيد على أن التطاحنات الداخلية، في صفوف الحركة اليسارية بالمغرب أو فيما بين الأحزاب اليسارية، لم تؤد على مسار ستة عقود سوى إلى تقديم خدمة جليلة إلى اليمن بمختلف فصائله وتعزيز مواقعه في المجتمع، في حين أن خلاصات التجارب التي عشناها ولا زلنا تفرض اليوم، توسيع التحالفات بين قوى اليسار الوطني وتجاوز حساباته الذاتية والضيقة، لإنجاز المهام التاريخية المطلوبة منه، وعلى رأسها تعزيز الثقة في الفاعل السياسي وانتظار مساهماته القوية في تعزيز وصيانة الديمقراطية كخيار استراتيجي، والانشغال بتأطير االحركة العمالية والطلابية وعموم الجماهير الشعبية من أجل أن يفوز الوطن ويتغلب على تحدياته الاجتماعية الراهنة والمشاركة في توفير خيارات تضمن مزيدا من العدالة الاجتماعية.

سيد مجاهد المحترم، قبل 2017 وعلى الرغم من كوني عضوا في الحزب منذ اندماجه الأول فيما سمي باليسار الاشتراكي الموحد، وعضوا مؤسسا لفرع أحد مكوناته منذ 1992، فإنني لم أكن أعلم كثيرا من التفاصيل المؤسِّسة لما يجري اليوم ويدور في الحزب، بل أنني كنت ساعتها ككثير من الناس والمناضلين ممن ابتهجوا بعودة اليسار، واليساريين القدامى المعتقلين والمنفيين، ومن التحقوا بعد زمن الجمر والرصاص، للعيش تحت سقف مشترك واحد، قد يحقق بعضا من تلك الأحلام الجميلة، التي ضحى في سبيلها كثير من الرفاق بحياتهم وأسرهم وقوت أبنائهم، للمساهمة في بناء مغرب آخر مختلف جميل آمن، من كل استبداد واستعباد، واعتقدت أن أحوال الاندماج تمضي بسلاسة في هذه التجربة السياسية النوعية في تاريخ اليسار، بعدما وصم تاريخه بأنه تاريخ انشقاقات، وسررت كثيرا أيضا لما وضع فيك المتوافقون ثقتهم وحملوك مسؤولية الأمانة العامة للحزب، وأنت القيادي الشاب الأصغر سنا من بين قيادات الأحزاب الأخرى، وتركوك « تشتغل » في جو من الاطمئنان طيلة الولايتين اللتين أمضيتهما على رأس الحزب، دون أن يخلقوا لك المتاعب ويفتعلوا لك المشاكل، أو يركزوا كل انشغالهم على شخصك متتبعين كل خطأ منك أو زلة لسان منك أو هفوة عابرة منك، عكس ما تفعل أنت بداية من 2018 أو قل قبل ذلك التاريخ، لما لم يعد لك مكان في قيادة الحزب التنفيذية ، فرفعت من يومها شعار الأرض المحروقة، زاده تضخما تهافتك الغريب على التسريع بحل الحزب والاندماج السريع مع حزبي الطليعة والمؤتمر، دون تقييم لتجربة الاندماج الحالي في إطار ال PSU التي أبانت بالملموس والواقع أننا لم نندمج وأنك بالتحديد لم تندمج وأنك غير قابل لأي اندماج ما دمت ماسكا برقبة تلك الحلقة من شواة رأسها حتى أخمص قدميها من يوم النشأة إلى يوم الناس هذا، وأننا منشطرون عموديا ليس بسبب هذا الاندماج فحسب، بل منشطرون حتى علائقيا وإنسانيا (ولأنك لست عضوا في مجموعة الحزب ولا في المجموعة الموازية التي يسيرها أتباعك، فإنك لن ترى تلك الصورة القاتمة للفاكهة التي نضجت حسب مذاقك، فقط، بل أنها تعفنت على الآخر ) على الرغم من مرور إحدى وعشرين سنة، ودون توفر الأسس الصلبة والقواعد المتينة والشروط الناضجة، ماعدا تلك اللازمة التي ترددها باستمرار بشكل سطحي من كون الفاكهة قد نضجت وحان قطافها، ما زاد إيغالا في صب كثير من الزيت على نيران الفتنة الداخلية، التي تتمترس في مقدمتها حتى وإن كنت لا تبدو في الصورة والواجهة الأمامية، وتتزعم أحد مكونات الحزب الذي جعلت منه ـ مع شديد الأسف ـ مجرد زاوية من الأتباع يأتمرون بأوامرك وينتهون بنواهيك، في حالة تناقض صارخ مع ما ينبغي أن يكون عليه تيار شرعي معترف به (لم تستطع تحضير أرضية لخلقه والدفاع عنه وعن تصوراته بشكل ديمقراطي لحسابات معروفة) كبقية تعبيرات الحزب داخل إطار يفترض أنه يناضل في الوضوح ويعبر عن آرائه ومواقفه بكل الجرأة المطلوبة من أجل تحديث الممارسة الحزبية بمواصفات عصرية تقطع مع ثقافة الشيخ والمريد.

لا أخفيك سيد مجاهد المحترم أنني (أنا الذي لست ولم أكن في يوم من الأيام طيلة مساري السياسي، لا عضوا في لجنة مركزية أو مجلس وطني أو كتابة وطنية أو مكتب سياسي سواء داخل المنظمة أو داخل الحزب الحالي (غير المندمج مع شديد الأسف)، أشعر بالمرارة والحسرة على ما آلت إليه حالك النفسية، وأنت تضع نفسك في موقع لا يليق بك كأمين عام سابق للحزب الاشتراكي الموحد، لم يختر ما اختاره بعض من الأمناء العامين حين نزلوا من مقصورة القيادة وجلسوا في القاعدة مع القواعد، حيث يجلس المناضلون الكبار المحترمون ويتابعون نشاطهم بكل تواضع وتفان ونكران ذات واحترام للآخرين، ويساهمون في تقدم وتطوير حزبهم ويجعلون مصالحه العليا فوق أي اعتبار آخر، أو حين وضعوا أنفسهم أو وضعهم رفاقهم ورفيقاتهم في بيت الحكمة والتعقل والمرجع الذي تُطْلَبُ مشورته كلما تطلب الأمر ذلك، على غرار الكبار وعلى رأسهم الرفيق المناضل بنسعيد أيت إيدر بكل ما يجر وراءه من تاريخ وكفاح ونضال في المنفى، وفي عقر مؤسسة البرلمان وفي القصر عينه، ومن سمعة وصدق ووضوح وجرأة ونظافة يد وبطن، وترفع عن كثير من التفاصيل والحروب القذرة، ومما لا تستقيم معه أية مقارنة بينك وبينه. ولما تراجع إلى الخلف، استمر ـ غير آبه ولا مكترث بما لحقه من أذى كان لك ولأتباعك، بعض النصيب فيه حين اعترض البعض عليه بل منعوا حتى إعطاءه الكلمة كأول متدخل لاعتبارات لها علاقة بما يمكن أن يحدثه من تأثير على المتدخلين اللاحقين كما كان يتوهم ذلك البعض ـ (استمر) عضوا داخل المجلس الوطني للاشتراكي الموحد الذي كنت ساعتها أمينا عاما له، بكل تواضعه وشموخه وأخلاقه العالية التي تسمو على كل المواقع والتيارات والصراعات، ولم يجمع حوله رفاقه ورفيقاته في حزبه السابق، ليذكي فيهم روح التعصب الكريه والانتصار فقط للمكون الذي جمعهم لأكثر من نصف قرن من الزمن، كما تفعل أنت منذ مدة تسببتَ فيها ولازلت في كثير من المتاعب والمعوقات للحزب وللأمينة العامة التي كان من المفروض فيك، أن تذلل لها كل الصعاب أو بعضها على الأقل، لتترجم عن حق قيمة الانتصار للمرأة المغربية، وضرورة تبوئها المكانة التي تستحق داخل المشهد السياسي المغربي، لا أن تضع نفسك في موقف تُناقِضُ فيه تصريحاتك في اللقاءات والندوات، ما تقوم به حقيقة على أرض الواقع، وفي الظلام مما لم يعد يخفى على الكثير من الرفاق والرفيقات الذين يربؤون بأنفسهم عن الخوض فيه ونشر غسيله على العموم، ومنه على سبيل المثال لا الحصر، إعداد أتباعك في المؤتمر الرابع سنة 2018 لتلك اللائحة/ الفضيحة التي تخلو من أي عضو من مكون منظمة العمل بمن فيهم الرفيق بنسعيد وقيادات تاريخية لليسار لها وزنها قبل أن يكون لك ذكر أو وجود، وذلك بنية عامدة تحكمها خلفيات إقصائية مقيتة ونزوع نفسي لما أصبح يصطلح عليه ب »قتل الأب » الذي كان حزبا له كل مقومات الحزب، حيث وفر لك مقرات وجريدة « اليسار الموحد » ( توقفت أيضا خلال ولايتك، علما أن المنظمة منذ 1979 وهي تمتلك لسانا إعلاميا تمثل في « أنوال » و »الأنوار » و »المنظمة » و »العمل الديمقراطي »، يعبر عن مواقفها ومنبرا لطرح قضايا المجتمع عبر كل النقط التنظيمية ومجالا للفكر والإبداع والنقاش الحر)، كما وجدت فيه تراثا نضاليا، ورموزا ونوابا في البرلمان ومستشارين في الجماعات المحلية، وعلاقات وطنية وخارجية وسمعة وقيمة واعتبارا في المشهد السياسي، وأطرا مؤهلة من المؤسسين وغيرهم، انسحب كثير منهم وتواروا إلى الخلف بسبب كثير من الممارسات الغريبة عن تربية وثقافة اليسار.

وبنفس القدر، يؤسفني أيضا أنك لم تعط المثال في ذلك الانصهار الذي ينبغي أن يمثله القيادي مع باقي قواعد الحزب، بدليل أنه لا يُرى لك أثر في صفحة المجموعة الخاصة للحزب التي لست حتى عضوا فيها لتتفاعل مع آراء بقية الأعضاء وتساؤلاتهم واستفساراتهم وانتقاداتهم وتفاعلاتهم. فقد أنشأت لنفسك صفحة خاصة بك (وهذا حقك) تنشر فيها أنشطتك التي تصرف فيها مواقفك ووجهات نظرك وتقديراتك الخاصة، في الندوات المفتوحة أو الرقمية، بدل أن تصرف مواقف الحزب وأنشطته ومقررات هيئاته، ما يعني أنك في حل مما يقرر في الأجهزة الحزبية أو ربما تشعر أنك لازلت أمينا عاما على جزء من الحزب ومن شبيبته التي قصمت ظهرها هي الأخرى بعد التجربة الرائدة والمميزة ل(حشد وحشدت فيما بعد) حركة الشبيبة الديمقراطية في ذروة عزها ووهجها، وتطاولت على اختصاصات ليست لك ورحت تفاوض أطرافا من مكونات الفدرالية من خارج مؤسسات الحزب ودون صفة أو تفويض حول الاندماج السريع، وحولت اليوم جزءا من الشبيبة إلى جيب توظفه في صراعك المحموم الذي تسخر فيه كل الوسائل والإمكانيات التي لم تعد هي الأخرى تخفى على غالبية المناضلين الذين يعلمون أدق تفاصيلها ويتداولونها فيما بينهم، مفضلين لملمتها عسى أن تختلي يوما بنفسك وتسائلها وتحاسبها على كل الزمن الذي تصر على إهداره. وفي المقابل جعلت لنفسك عيونا وألسنة تنوب عنك في صفحة المجموعة وفي « مجموعة » أخرى غير رسمية موازية هي الأخرى، لكن هذه الألسنة مع شديد الأسف لا تعمل إلا على تسفيه كل رأي مخالف وتتقيه بعبارات ساقطة تمتح من معجم مشترك منحط، تمس الرفاق والرفيقات على السواء، حتى ليخيل للقارئ الغريب عن الدار، أن ما تراه عيناه لا يمكن أن يصدر عن شباب وكهول محسوبين على أمين عام سابق اسمه محمد مجاهد يطرح نفسه كمناضل موحد لا يفتأ يزعم أنه نذر نفسه لتوحيد شتات اليسار منذ تسعينيات القرن الماضي.

لقد أبنت خلال المؤتمر الرابع وما تلاه إلى اليوم من ردود فعل متوترة ومتشنجة وغير لائقة، أنك لا تملك نفَس المناضل الديمقراطي الذي يؤمن بالديمقراطية شعارا وممارسة وسلوكا، ولا تؤمن ب »هزيمة » صندوق الاقتراع، ولا تؤمن بالتداول على المسؤولية، ولا تؤمن بالتيارات ولا بالتعدد ولا بالاندماج، ولا تؤمن بقدرات وإمكانيات تلك المرأة التي فاقتك في العمل والجهد والصبر والجرأة والإشعاع والديناميكية التي لا تعرف الجمود والإحباط رغم ضربات القريب والغريب، والتواصل المباشر والمرئي والمسموع، وحرث البلاد والفروع طولها وعرضها، ما جعلك تحول الحزب إلى حلبة صراع وتطاحن مزمنين، استخدمت فيها كل الأساليب لتسفيه جهود قيادة الحزب وعلى رأسها أمينته العامة التي جعلتها من خلال أتباع حلقتك، نقطة فريدة في جدول أعمالك اليومي بملاحقتها هي وكثير من المناضلين والمناضلات الذين ليسوا على « ملتك »، بالكلام السفيه الذي يتجاوز الاختلاف في الرأي إلى السقوط في السب والتجريح . فكان حريا بك عوض تصريف كل تلك الذخيرة في وجهها، أن تشجعها على تحمل هذه المسؤولية الجسيمة وسط حزب مختلف متعدد فيه مسحة لا يستهان بها من العقلية الذكورية، كما فيه أيضا مساحة للرأي والاختلاف والتدافع، لا توجد في غيره من أحزاب اليسار. وسيكون أمرا مؤسفا ومخجلا، حينما سيذكر التاريخ للأجيال القادمة أن يساريا يدعي تبنيه لقضايا المرأة، كان ذات يوم في ذات حزب يساري، يرفع عقيرته من طلوع الفجر إلى ما بعد الهزيع الأخير من الليل، مطالبا برأس امرأة لتتنحى عن قيادة ذات الحزب في ما يتماهى بوعي منه أو بدونه مع من يرددون (لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة).

ومما لاشك فيه ومن غرائب المفارقات، أن موقفك العدائي هذا ومعك حلقتك ومن تستقوي بهم اليوم ممن لم تكن معهم بالأمس على وداد ووفاق ووفاء للديمقراطية، ومع طرف آخر من الفدرالية تتناغم معه في هوى الاندماج المتهافت، تجاه جزء عريض من الحزب وتجاه الأمينة العامة، يعد مفارقة غريبة، مقارنة مع ما تحظى به نبيلة منيب من تقدير واحترام لدى شرائح واسعة من الفاعلين السياسيين ومن عموم المواطنين الذين قد تكون غالبيتهم الساحقة لا تعرفك أنت ولا تذكر أنك كنت ذات زمن أمينا عاما للحزب ـ رغم أنك أمضيت ولايتين على رأس أمانته العامة وولاية نائبا للأمينة العامة دون احتساب الفترة الانتقالية مع الرباعي ( عمر الزايدي ومصطفى مسداد وأحمد حرزني) وهذه مع غاية الأسف، هي واحدة من أسباب هذه الشراهة في الانتقام التي لن نجد لها تعريفا إلا عند علماء النفس..

سيد مجاهد المحترم، لعل من أغرب المفارقات التي تضع حدودا فاصلة بين الخطاب والممارسة، هي تلك التي يصرفها أتباعك بخصوص حضور الأمينة العامة للحزب حفل عيد العرش، وينهالون عليها بالسخرية والتجريح، فيما هم يعتقدون أو يصور إليهم أنك لما كنت أمينا عاما لولايتين اثنتين، كنت تبدي تمنعا ما وترفض الحضور، عكس ما درج عليه الرفيق بنسعيد بشكل عاد وبعلم قيادة الحزب وقواعده، ولم يكن ذلك الحضور يثير أي ردة فعل من أي كان، لأنه لا يمس ولا يناقض جوهر ما يناضل الحزب من أجله، ولأن الحزب من جانب آخر بجميع مناضليه ومناضلاته، مطمئن أن الرجل لا يمكن أن يكون موضوع مساومة أو بيع وشراء أو استفادة من امتياز ما. والحال أنك كنت لا تتخلف عن الحضور كلما وصلتك الدعوة التي كان أحد الرفاق يحملها إليك من مقر البرلمان، فتلبيها متنقلا عبر سيارتك التي كان شقيقك (المشارك في الحرب على الأمينة العامة بكل الوسائل المعلومة عند الجميع) يقوم بدور سائقك الشخصي، فيوصلك إلى القصر فتدخله أنت مع بقية الداخلين، فيما يبقى هو في المكان المخصص للسائقين. هذا التفصيل كان الأجدر بك سيد مجاهد أن تمنع أتباعك من التجني المجاني على الأمينة العامة، وتعلمهم بكل الشجاعة أنك كنت أيضا تحضر إلى القصر وبعلم المكتب السياسي ولا مشكلة في ذلك، كما كان الأجدر بشقيقك ألا يغلق فمه وهو يرى ويقرأ ويتلذذ صباح مساء بتلك التدوينات المتصابية « المتجذرة » والتي قد تبدو لبعض المناضلين المبتدئين وكأن أتباعك هم الجناح الثوري المسلح « الواعر » للحزب الاشتراكي الموحد والذي سيبني الحزب الثوري تحت نيران العدو ، ويملك بعض الجرأة ولو لمرة واحدة ويوضح أنك لم تكن أبدا ممانعا ولا رافضا الحضور، وأن دليله وحجته أنه كان سائقا شاهد عيان.

وما يبعث على الأسى والأسف والشفقة في نفس الوقت، هو أن يجدك الرفاق والرفيقات الصادقون والصادقات داخل الحزب، تتزعم اليوم حركة يقال لها مع شديد التحفظ والأقواس والأهلة والمعقوفات، « تصحيحية »، تسعى إلى تأسيس تيار في هذا الظرف بالضبط من أجل هدف واحد، هو الاندماج الآن وليس غدا ومن غير شروط رفقة حليفك الجديد وجمعيته.

لا أخفيك سيد مجاهد أنني ومعي عديدون من الرفاق والرفيقات في كل ربوع البلاد، أصبحنا متأكدين أن هذه « اللهطة » المريبة على الاندماج السريع كحبة الأسبرين الفوار، صارت تطرح أكثر من علامة استفهام حول الخلفيات الحقيقية للتسريع باغتيال الخط الممانع حقيقة داخل الحزب والمدافعين عنه ومنهم الأمينة العامة، وجعلتنا نستحضر تلك اللقاءات مع بعض رموز الدولة ذات سياق لم يغلق قوسه بالنسبة لها مادامت هناك شظية عصية على الانبطاح والاستسلام في أي حركة سياسية كيفما كانت..

لم أشأ أن أختم بما قاله فيك بالمباشر عبد الرحمان نودا الكاتب والمعتقل السياسي اليساري السابق ضمن مجموعة السرفاتي ومن معه » في إحدى الندوات الرقمية ( سنوات طويلة وأنت في قيادة الحزب، وغير كول لينا آش جبتي لليسار)، لكنني أفضل أن أختم بما قاله الرفيق أحمد الخمسي أحد كوادر 23 مارس ومنظمة العمل والاشتراكي الموحد حاليا في أحد مقالاته: « نبيلة منيب ترسمل الرصيد بقدرة حسابية فائقة. بينما يعجز آخرون عن ضم المنجز للدفع بالمكتسب نحو الأفضل. » وفي نفس سياق المنشور، زاد الخمسي موجها كلامه إليك يا سيد مجاهد: (لو كنت مكانك، لن أنشغل بالصراعات الصغيرة أما أنا فسأختم بهذه الأمنية/ المراهنة: أتمنى أن تملك بعض الجرأة وتترشح في سطات، حتى نعرف حجم تلك الطوابير من الجماهير وهي تحمل لافتات موحدة كتب عليها: الشعب يريد الاندماج. حينها سيذوب الثلج ويظهر المرج.).

 

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *