اليسار المغربي هذا العظيم المختفي، هل اليسار موجود في بلادنا؟

اليسار المغربي هذا العظيم المختفي، هل اليسار موجود في بلادنا؟
شارك

 بقلم: فهد يعتة

ترجمه  عن الفرنسية: يوسف خليل السباعي

من   La nouvelle Tribune

 ثمة سؤال يستحق أن يُطرح قبل الانتخابات القادمة بأسابيع قليلة، ذلك لأن تعابيره الحزبية المختلفة سرية للغاية، أو حتى غائبة.

من الأكيد أن تيارات اليسار توج مع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وحزب التقدم والاشتراكية، وفيدرالية اليسار الديمقراطي، الذي يجمع عدة أحزاب صغرى.

لكن الفرق كبير بين الورقة والواقع على الأرض.

 في الواقع، لدينا شعور بأن ذروة هذه الأحزاب السياسية بقيادة شخصيات رمزية من الحركة التقدمية الوطنية، قادة كاريزماتيين، وراءنا حقًا ولفترة طويلة جدًا!

 واليوم، ليس اليسار أكثر من ظل لنفسه، الكل مشغول بالسباق على الاعتماد البرلماني، نافذة الترحالات هذه لـ « مول الشكارة »، على أمل ضمان استمرار مجموعة برلمانية في الوجود…

  يبدو أن هذا هو جوهر أنشطة قادة هذه الأحزاب الذين تخلوا، في الوقت الراهن، عن ما عزز جوهر وقوة اليسار، أي الاتصال الوثيق والدائم مع الشرائح الشعبية، الصحافة الثاقبة، والمسؤولون المنتخبون الديناميكيون، والمتحدثون البارزون.

  لقد ولت الأيام التي جمعت فيها اجتماعات الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أو التقدم والاشتراكية آلاف الأشخاص المتحمسين للاستماع إلى خطابات المرحوم عبد الرحيم بوعبيد وعلي يعتة وعبد الرحمن اليوسفي. كما قد ولت الأيام التي كان فيها المثقفون اللامعون والمتطلبون والخبراء يملؤون اجتماعات هذه التشكيلات، ويغذون أعمدة صحفهم بتحليلات رائعة، علاوة على مساهمتهم في تكوين وتعليم الشباب على مقاعد الجامعات.

  لقد ولت الأيام التي استحوذت فيها خطابات فتح الله ولعلو أو علي يعتة، في قبة البرلمان، على ملايين المشاهدين بفضل قناة التلفزة المغربية. كما قد ولت الأيام التي كانت فيها برامج مثل « الرجل المعني » على دوزيم 2M تسعد كل من شاهد وسمع شخصيات تتحدث مباشرة إلى الناس من خلال قناة تلفزيونية لم تتخلى بعد عن دورها الأساسي في توفير معلومات غنية وشاملة من خلال التركيز على حياة المواطنين.

 بلا ريب، لقد فقد اليسار روحه، التي لم تعد، من الآن فصاعداً، أكثر من مجرد تابع، قوة مساعدة، حيث اختار كل عنصر من مكوناته الانضمام إلى مجموعات بقيادة أحزاب اليمين.

 لا يريد حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ولا حزب التقدم والاشتراكي، أو بالأحرى، لا يمكن أن يشكل اليوم قطبًا للتناوب، وطموحًا تقدميًا وشعبيًا، في حين تدخل  فيدرالية اليسار الديمقراطي في خلافات داخلية، وتخسر في العملية الأكثر ديناميكية بين المنتخبين.

إن الطريقة الوحيدة التي لا تزال مفتوحة للسيد إدريس لشكر والسيد نبيل بنعبد الله هي أن يعهدوا بمصير ومستقبل أحزابهم إلى تحالفات غير مؤكدة، ذات منفعة، على أمل استعادة بعض الفتات عند إقامة الأغلبية البرلمانية والحكومية.

إن قوى الدعم، الضامن اليساري، البقايا الفقيرة من الماضي الملتهب، هذا ما تقدمه هذه الأحزاب السياسية للناخبين المحتملين اليوم.

كما أنه لم يتم إبداء تصور للنقد الذاتي الصحي أو التشكيك في الخيارات والخيارات المتبعة لأكثر من عقد من قبل إدارة هذه الدورات التكوينية. ذلك لأن الشيء الرئيسي بالنسبة لهم لم يعد تكوين الجماهير، وتقديم حلول جريئة، ولكن الظهور في الصور الرسمية جنبًا إلى جنب مع « الرؤساء الحقيقيين » اليوم، قادة اليمين أو الوسط. سواء كانوا من حزب العدالة والتنمية أو الأصالة والمعاصرة PAM أو الأحرار RNI والاستقلال PI.

 وإلى جانب ذلك، هناك من بين شبابنا من ما زال يؤمن باليسار المغربي، والذي يفضل مواقع التواصل الاجتماعي على « اجتماعات الخلية »؟

أما الأجيال الأكبر سنًا، المحبطة والمخيبة آمالها والمسرحة، فقد انحازت منذ زمن بعيد إلى الصمت والانسحاب، وعزلها الانتهازيون والناشئون.

 عندما يحين وقت الاختيار أمام بطاقة الاقتراع، سيكونون في حيرة من أمرهم لاختيار بطاقة الاقتراع المناسبة أو سيفعلون ذلك مع وضع الماضي في الاعتبار…

 أما بالنسبة للشباب، فلنأمل أن البعض منهم سيرغب في التصويت واختيار « الأقل الأسوأ »!

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *