روح تتدلى من سراب
لبنى حمادة / مصر
كغصن أعوج شذ عن مسار الظل
و ظل ينمو تحت النار ،
بلا جذر يمنحه البقاء ،
ولا طرح يدخله الجنة
بلا حبل يربطني بهم
ولا أنفاس تربت على كتفي
أعدو بظهري
إلى ظلام لامع في النهاية
و هوة تحتضن قدري
ربما لو أشاروا إلى الأعلى، حين أسأل
لكنهم لم يبسطوا حتى الأرض، كي أحبو
فهم يعلمون أني سأموت قريبًا
وإنهم سيبكون كثيرًا
فحرموني حتى من البكاء
أدخروا دمعاتي ليوم اللقاء
لم يحبسوني في علبة
بل أغرقوني في وحدتي وسط الزحام
قتلوني مرات و مرات
هشموا روحي..
ومنحوني خرافة، قوس المطر
علموني السباحة، لأقاوم قليلًا
و لم يعلموني الرماية، و ركوب الخيل
فالخيل تشيخ، و الرماح ما صابت هدفًا قط
لم يؤمنوا بيٌ يومًا
يصفقون ثم يسخرون
قائلين: كذب الشعراء و لو صدقوا
أستمتع برهة قبل أن تبتلعك الأعماق
أو تنام مصلوبًا على الورق
لم يؤمنوا…
حنطوا أول قصيدة كتبتها ليمثلوا برأسها على شاهد قبري
و أخر قصيدة ربطتها حبيبتي سرًا بحبلها السري
ربما نحترق معًا في حياة أخرى
تشهد فيها إني شاعر
مجنون ، أعوج ،
جاء .. ليذهب ،
و إنها مثلهم لم تمنحني حياة