جماعة سطات لا زالت تحن إلى الأسلوب الديماغوجي
فؤاد الجعيدي
قيل والعهدة على الراوي، أن جماعة سطات نظمت لقاء تشاوريا مع وسائل الإعلام المحلي، في إطار برنامج ورشات للتشخيص المجالي. ما نسجله على جماعة سطات باعتبارها مؤسسة، أنها لم تكون بعد قناعات عما ينبغي أن تكون عليه العلاقة بين الجماعة والإعلام المحلي..
فالتجربة أكدت وفي مرات عديدة أن الإعلام لا يوظف إلا في الصراعات، ليس بين اتجاهات فكرية وسياسية، وإنما هي صراعات شخصية دفاعا عن مصالح أنانية وضيقة ومناوشات لا ترقى للاختلاف حول واقع المدينة ومآل برامجها واحتياجاها لترقى إلى مصاف المدن الصاعدة..
هناك إجماع على أن مدينة سطات، فقدت ما كانت تتمتع به من بريق في سنوات التسعين، يوم كانت المشاريع الكبرى والمهيكلة تعرف انبثاقها..
واقع الحال اليوم يعبر عن و ضع يؤشر لاختلالات عديدة، وعلينا التحلي بالجرأة للتداول فيها:
الأحياء الناشئة تفتقر للبنيات الرياضة والاجتماعية والصحية.
المنطقة الصناعية، أصابها الخراب وإغلاق العديد ومن الوحدات الإنتاجية.
ملاعب القرب التي تحتضن الأنشطة الرياضية للشباب غير متوافرة بحجم البنية السكانية.
الأسواق الموجودة تكشف عن تراجعات بينة لما كانت عليه مظاهر التسوق على العهد الكولونيالي يوم كان للمدينة سوق بلدي يشكل جوهرتها.
إن مظاهر التراجع كرستها النخب المتعاقبة على تدبير الشأن المحلي بسطات، وهي النخب التي قلما نسمع أصواتها ونختبر أفكارها فيما تنتظره المدينة، وما نلحظه بالذات أن التراجع يتحقق تجربة بعد أخرى، وبات المسؤولين عن رئاسة الجماعة يفضلون الانطواء على نفوسهم ولا يظهرون إلا في المناسبات، وقلما يتحدثون.
وما يظل متوفرا للإعلام المحلي، هو إسماع أصوات المواطنين وما يعيشونه من مشاكل.. ومن المخجل أن نتحدث اليوم عن العلاقة المغيبة بين الإعلام والجماعة. وأن استردادها يحتاج من كل الأطراف إلى بناء علاقات تستحضر الإنسان والمجال، خدمة لتطلعات المدينة.
لقد بادرنا في إطار النقابة الوطنية للصحافة ومهن الإعلام لاستدعاء الجماعة من خلال مسؤوليها لكن لم يتم التجاوب ساعتها مع دعوتنا. واليوم نعتبر أن الترويج لكذا لقاء مع الإعلام المحلي ، لن يتعدى طابعا استهلاكيا ومغلفا بنوايا ديماغوجية.