واقع اليسار بالمغرب
خالد البكاري
أغنيتان تلخصان حال اليسار بالمغرب، وخصوصا أحزاب فيديرالية اليسار:
والو،، ما كاين والو،، و « قلال حنا، ما فينا ما يتقسم »،،
نبيلة تقرر اليوم الانسحاب من الدخول في لائحة مشتركة مع المؤتمر والطليعة، رغم علمها أن أقصى ما يمكن الحصول عليه مجتمعين، هو مضاعفة المقاعد، مضاعفة المقاعد لا تعني في حالة الفيديرالية سوى الانتقال من مقعدين لأربعة.
قبلها كان تشتت وتنافس مناضلي اليسار على قلتهم في لوائح umt و cdt و fne ولوائح مستقلة أثناء انتخابات ممثلي المأجورين، وفي خضم الحملة الانتخابية كان المناضلون يتغنون بنقابات تقودها بيروقراطيات متنفذة.،
انتخابات المأجورين، والانتخابات البرلمانية والجماعية، معروف سلفا أنها لن تفرز وصول يساريين للمجالس المنتخبة بأعداد محترمة، ومع ذلك فهي طريق لمزيد من الصراعات والانشقاقات..
هادشي ماضامنينش حتى خمسة مقاعد، فما بالك إذا كانت الوزيعة أكبر؟
شخصيا أحاول أن أعرف فيما يختلفون؟
الواقع أن الأحزاب الثلاثة، كلها تقوم بنفس المهام: ندوات متفرقة، المشاركة في وقفات تدعو لها جمعيات أو نقابات، تحرير بلاغات.. والباقي صراعات داخلية تأخذ الحيز الأكبر من الجهد، إما داخل الأحزاب، أو داخل نقابات يتحكم فيها شيوخ أزليون..
لو بذل نصف المجهود الذي يبذل في النقاشات حول الأجهزة والمكاتب والنميمة والكولسة والتجييش، لو بذل نصفه في التكوين وفتح نقاشات مهيكلة حول البرامج والمشاريع، لكان الحال غير الحال..
قد لا يروقكم ما سبق، ولكن حين ترى ما يقع من انتهاكات حقوقية، ومحاكمات للرأي، وإضرابات عن الطعام، وأزمة اجتماعية خانقة، وتعاين كذلك كيف يشتغل النظام من أجل تقوية بنياته السلطوية، وكيف ينتبه لمخاطر الخصاص الاجتماعي، ويحاول إيجاد مسكنات لها..
حين ترى كل هذا، وتجد أن جواب أحزاب الفيديرالية هو نقاش : صواب ترشح نبيلة في اللائحة الجهوية من عدمه، وسحب الترشيح المشترك، وتأسيس تيار جديد داخل الاشتراكي الموحد، والملاسنات في الفيسبوك بدون أي أفكار تحمل قيمة مضافة..
حين ترى كل هذا، تقول: أن هذه الأحزاب جزء من مشكلة اليسار، وبوضعها الحالي لا يمكن أن تكون جزء من الحل..