كفى من العبث بالمدرسة العمومية
بقلم حميد المعطى
انتهت او هي في طريقها الى النهاية معركة حامية الوطيس بين أطراف متعددة حول النظام الاساسي لموظفي قطاع التعليم من الشغيلة المعنية بمختلف تنظيماتها النقابية والتنسيقية.
فمن التجويد الى التجميد الى السحب الى الاسقاط الى النسخ الى التعديل الى الالغاء في هذا النظام الذي توجهت إليه الضربات من كل حدب وصوب وتسلطت عليه الانتقادات من كل الجهات ونال من التبخيس والتنقيص ما جعله في نظر الكثير من المعنيين نظاما للمآسي.
واطلق العنان المحللين لتأويلاتهم ولقراءاتهم المختلفة الزوايا والابعاد الى درجة التشكيك في النوايا والمرامي والاهداف من صياغة هذا النظام على غرار مدة العمل غير المحددة والزيادة في المهام وعدم إدماج اساتذة التعاقد في اسلاك الوظيفة العمومية الى غير ذلك من الاجتهادات التي وصلت ال حد ربط هذا النظام بخوصصة المدرسة العمومية وتحويل العاملين فيها إلى مستخدمين في القطاع الخاص.
وتوالت الاجتماعات تلو الاجتماعات والمفاوضات و الاستشارات لتنتهي بالتوقيع على محضر الاتفاق بين النقابات الاكثر تمثيلية والوفد الحكومي وهو اتفاق سحب النظام السابق الذي اثار الكثير من الجدل بتعديله ونسخه والغائه وتجويده ليتضمن الاستجابة الى بعض مطالب الشغيلة التعليمية وحل عن بعض الملفات العالقة بمنطق مالا يؤخذ كله لا يترك بعضه ومع ذلك مازالت التنسيقيات تطالب بالسحب ولا بديل للسحب وتحقيق كل شيء او لا شيء وتدعو إلى التصعيد والتمديد لا ضرابات استنفذت اغراضها واضحت غاية في حد ذاتها على حساب الملايين من التلاميذ من الفئات الهشة والفقيرة المفروض عليهم الضياع خارج الفصول الدراسية دون اي حس تربوي من رافعي شعارات الدفاع عن المدرسة العمومية والادعاء بالسهر اكثر من غيرهم على مستقبل فلذات اكبادنا . كفى من العبث وليتحمل الجميع المسؤولية لإنقاذ الناشئة من سنة بيضاء.