تطبيل النظام الجزائري والفعل المغربي تجاه فلسطين
عبد العزيز شبراط
يعلم الجميع والفلسطينيون قبل غيرهم، أن المغرب يقدم الدعم لفلسطين والفلسطينيين دون مزايدة ولا غيرها منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي للأرض المقدسة، المغرب لا يتاجر بالقضية الفلسطينية كما يفعل البعض، ولا يقايض، ولا يطبل من أجل التطبيل و الظهور أمام شعبه أنه مع القضية الفلسطينية فقط لإرضاء شعبه ودغدغة العواطف الدينية، المغرب ليس من هذا النوع، وليس لدينا ما يكفي من المساحة البيضاء المسموح بها بالجريدة، لنعرج على بعض من هؤلاء، ودعونا نشير إلى نقطة صغيرة مما يفعله المغرب تجاه هذه القضية التي يعتبرها المغرب شعبا وقيادة قضية وطنية، اسمحوا لنا أن نشير إلى هذه النقطة فقط لأنها حديثة ووقعت بداية هذا الاسبوع ( الاثنين 16/08/2021).
جرى افتتاح مستشفى القدس التخصصي بقطاع غزة، وذلك بعد إعادة اعماره وبنائه وتجهيزه بتمويل من المملكة المغربية. وجرى حفل افتتاح المستشفى، الذي دمر خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة سنة 2008، بحضور رئيس مكتب تمثيل المملكة المغربية برام الله، محمد الحمزاوي، وعدد من المسؤولين والشخصيات الفلسطينية. وذكر الحمزاوي، في كلمة بالمناسبة، بأن صاحب الجلالة الملك محمد السادس وبعد انتهاء العدوان الإسرائيلي الآثم على قطاع غزة، أواخر عام 2008 كان قد ترأس في مدينة فاس، مراسم توقيع إعادة بناء الجناح المدمر لمستشفى القدس وكذلك إعادة بناء كلية الزراعة التابعة لجامعة الأزهر في غزة، تعبيرا عن التضامن الكامل غير المشروط مع الشعب الفلسطيني الشقيق. وأشار الدبلوماسي المغربي إلى أن جلالة الملك أصدر كذلك مطلع 2009 عدة قرارات لتقديم مساعدات عاجلة دعما للشعب الفلسطيني، واستقبال عدد من جرحى العدوان الإسرائيلي على غزة في عدة مستشفيات مغربية، وأصدر تعليمات للحكومة المغربية من أجل فتح حساب خاص تحت اسم حساب مساعدة فلسطين لتمكين المواطنين المغاربة من تقديم المساعدة للشعب الفلسطيني الشقيق.
أتحدى المطبلين للنظام العسكري بالجزائر أن يردوا على هذه المبادرة الملكية بالمثل، ويذكروننا ولو بدعم واحد من هذا الحجم، الذي قد يكون هذا النظام –الذي يدعي ليل نهار أنه مع الشعب الفلسطيني–، قدمه للشعب الفلسطيني.
هذه المبادرة كما أشرنا أعلاه، ليست سوى واحدة من الكثير، الذي يقدمه المغرب دون تطبيل ولا أشهار مجاني، ونذكر بهذا الصدد أن هذه المبادرة تنضاف إلى سلسلة من المبادرات الأخرى من هذا الحجم أو أكثر، والتي كان أخرها تقديم شحنة من الأدوية والمساعدات الطبية خلال شهر ماي الماضي من هذه السنة.
وبشأن هذه المبادرة فقد عبر رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن المستشفى تصل طاقته الاستيعابية إلى 102 سرير، ويضم 8 غرف عمليات، والعديد من الأقسام التخصصية ، ضمنها قسم العناية المركزة بسعة 10 أسرة ، وغرف عمليات قسم النساء والولادة، كما يشتمل على 10 حضانات للأطفال الخدج ، وقسم الجراحة والمناظير، إضافة لوجود مركز متخصص في جراحة القلب والقسطرة ، لتلبية احتياجات المرضى ، ومجهز ضمن معايير عالية تحاكي المراكز العالمية. وأضاف أن المستشفى التخصصي يسعى إلى توطين العلاج في محافظات غزة، وتتم من خلاله تلبية احتياجات المرضى، وبتكلفة أقل من التحويلات الخارجية ، لما يحتويه من معدات وأجهزة طبية حديثة ، والأكثر تطورا على مستوى الوطن ، كما يتميز بوجود أطر طبية مؤهلة على مستوى عالٍ.
وأشار إلى أن المستشفى سيوفر أيضا عدة خدمات مساندة، مثل المختبر والصيدلية، والأشعة وأجهزة الفحص بالموجات فوق صوتية، والأشعة المقطعية، والرنين المغناطيسي، وجهاز متقدم يعمل على تفتيت الحصى بالموجات فوق صوتية. من جانبه، توجه محافظ غزة، إبراهيم أبو النجا ، بالشكر للمملكة المغربية على التبرع لإعادة إعمار وبناء وتجهيز مستشفى القدس التخصصي الذي دمر خلال عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة أواخر عام 2008. وأكد على أن هذا الصرح الطبي يهدف إلى تقديم المساعدة لأبناء الشعب الفلسطيني والتخفيف عنهم وتوفير تكاليف التنقل للعلاج في الخارج.
ماذا يمكن لمطلبي كابرانات عسكر الجزائر، الذين ينشرون المغالطات والأكاذيب على المملكة المغربية، بينما بلادهم لا تتوفر حتى على طائرة واحدة لإخماد الحرائق؟!
ماذا يمكن لمطبلي كابرانات عسكر الجزائر، مثل المدعو حفيظ الدراجي، الذي حشر أنفه في أمور لا يفهم في قواعدها شيئا، وقد يفقد شغله ويعود الى بلاده لرعي الماعز أو تغطية مسابقات الهجن، وغيره الذين لا يفهمون ما يجري ويقع، ولا ينفذون سوى ما يؤمرون به!
ألم يستطع بعد هذا النظام العسكري أن المغرب يسير نحو المستقبل، بينما هو يسير الى الخلف، ويضر شعبه بالقدر الذي يغتني ومطبليه من خيرات الشعب الجزائري الذي لا يجد حبة موز لتزويد جسده بالبوتاسيوم ؟