المنظار رهانٌ إعلامي مغاير.
فؤاد الجعيدي
بينما يجري التهافت من كل الجهات على الأخبار السريعة، وتتسابق الأغلبية على « البُوز »، نحن نراهن على التحليل العميق، والرأي الهادف، والتغطية السياقية للأحداث.
وبينما تُرفَعُ شعارات الحياد المُخادع نحن نراهن على الانحياز الواعي إلى المصلحة العليا للبلاد، والدفاع الرزين عن حقوق الإنسان وحرياته كما هي في مرجعيتها الكونية، والاصطفاف إلى جانب الفئات العريضة من الشعب المغربي، التي تواجه تداعيات الاختيارات غير الشعبية للحكومات المتعاقبة على البلاد.
وبينما تطغى الشعبوية والشعاراتية نحن نختار الموضوعية في التعاطي مع الإيجابيات والسلبيات على حد سواء، فنسجل الأولى بكامل التجرد وننبه على الثانية بكل قوة.
وبينما يكون الاختيار الكامن وراء الفعل الإعلامي، في الغالب، دافعا إلى الشوفينية والانغلاق فنحن نراهن على أن يكون اختيارُنا، الواعي والمسؤول، وازعا للانفتاح على جميع الفاعلين السياسيين والاجتماعيين والاقتصاديين والثقافيين وغيرهم دون أي تمييز أو استثناء.
المنظار تنطلق قريبا بنفس إعلامي، يسترجع البعد القيمي السامي لرسالة الصحافة سياسيا، وثقافيا، واجتماعيا.
رهانُنا المغاير هو أنتم، أنتم الذين ترفضون الرداءة، والتفاهة، والتسطيح، وتنشُدون فعلا إعلاميا مهنيا، رصيناً، هادفاً، يرتقي بقارئه ويرتقي به قارئه في الآن ذاته.