الوجه الثاني للعبة السياسية عند كبار الناخبين
بقلم : عبدالحق
« هذا ليس عدلا ولا قانون، إنه غدر وخيانة.. كيف لهم يبيعون أصواتنا وقد صوتنا لفائدتهم بالمجان، والله هذا عيب وحرام » .
بهذه الكلمات عبر الحاج محمَّد عن سخطه وهو يضرب كفا بآخر، بعد أن بلغ إلى علمه بأن المرشح الفلاني للرئاسة، يستميل أعضاء بعينهم قصد التصويت لصالحه، مقابل أموال طائلة قد تكلف أكتر 20 مليون سنتيم للعضو الواحد… و كأن الأمر يتعلق بسوق النخاس..؟
لكن آخر يرد بأن الحاج يجهل أو يتجاهل أن هذه التصرفات تسمى بالمناورات السياسية الهادفة إلى بناء تحالفات متماسكة تفضي في النهاية إلى الاتفاق على انتخاب رئيس جماعة ترابية ..
وما يصفه الحاج بالبيع والشراء هو نوع من الإكراميات وتعويض مادي عمَّا يمكن أن يكون العضو قد صرفه إبان الحملة الانتخابية ..
ثم إن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد مجاملات وهدايا قد لا يعاقب عنها القانون مادام كل شيء قد يجري تحت أعين السلطة أحيانا !
والحق أن مثل كذا تصرفات قد تتيح حفيظة البعض لما يمكن أن ينجم عنها من تجاوز للقانون، إذ يعمد البعض إلى ابعاد الأعضاء الفائزين إلى أماكن مجهولة ولا يظهرون إلا يوم انتخاب الرئيس.
بينما يمارس البعض الآخر نوعا من الاعتقال في حق الأعضاء الفائزين ويفرض عليهم الإقامة الجبرية إلى حين يوم الاقتراع ..
وكلها سلوكات تفتقر إلى التوجيه الحزبي الذي تحكمه معايير الشفافية والنزاهة وتزكيه الأصول السياسة الجاري بها العمل .
إذ لا يمكن الدخول في تحالف إلا على أساس تقارب في وجهات النظر السياسية، أو في حالة وجود برنامج مشترك .
وهذا ما تفرزه عادة صناديق الاقتراع باعتبارها تعبيرا صريحا عن تطور المشهد السياسي برمته .
وعموما لن يتم بناء تحالف ما إلا بعد أن يكون ثمة مشترك تقتضيه المنهجية الديمقراطية.
لكن أن يتم اللجوء إلى هكدا تصرفات ويجري دلك داخل غرف مضللة أو اماكن شبه معزولة و في جلسات مغلقة لا يتحدت فيها الناس إلا بلغة المال .. فهذا غير مقبول .
صحيح ما كان ليعودوا إلى من انتخبوهم أو أخذ مشورتهم قبل أن يتحركوا في أي اتجاه ، طالما أن هذا غير ممكن بتاتا، إلا في حالة واحدة وهي أن يكون كل مواطن منخرطا في إحدى الهيئات السياسية ، ومن خلالها سيكون حتما مؤهلا لمتابعة كل ما يجري و بالتالي سيكون لديه رأي قبل أتخاد أي قرار.
ومهما يكن الامر فتلك بعض الأسئلة التي بدأ يطرحها رجل الشارع، كرد فعل عما تصله من أخبار غير طيبة عن بعض الأعضاء الذين أصبح همهم الوحيد، هو المضاربة والبحث عن المال والامتيازات بعد أن ودعوا ناخبيهم ولم يعد يهمهم رضوا عنهم أو سخطوا .. وكل همهم هو الولاء لمن يدفع أكثر، وهم بذلك يتصرفون بلا حسيب ولا رقيب وكأنهم في الخلاء يفعلون ما يشاؤون.