الأحزاب المغربية، وضرورة الانفتاح الرقمي على الجماهير

الأحزاب المغربية، وضرورة الانفتاح الرقمي على الجماهير
شارك

فؤاد الجعيدي

من فضائل وثيقة (سنواصل الطريق ) أنها واجهت الجمود السياسي، الذي يهيمن على الساحة الاجتماعية، باتخاذها خطوة هامة في تفجير النقاش السياسي والإيديولوجي والتنظيمي، بعيدا عن الانطباعات الكاذبة عن الذات، وتحويل الهزائم إلى انتصارات، في الوقت الذي ما فتئت تتفاقم فيه الأزمات الاجتماعية، وما يعرفه مسلسل الزيادات في أسعار المواد الأساسية، وما تعرفه الديمقراطية الداخلية في صفوف الأحزاب من تراجعات، لكن في نفس الآن تصدرت فيه المواقع الاجتماعية للتواصل نقاشات غنية، ومحاولات جادة للرجوع إلى مكامن الضعف القاتل الذي ساهم في نفور الناس من السياسة والسياسيين.

مبادرة، سنواصل الطريق، جاءت بنفس قوي، ورهانات جديدة للعودة إلى الواقع الملموس، والتداول فيه بجرأة وشفافية ووضوح، وبإعلان موقف شجاع من المصالحة الوطنية، اعتمادا عن النقد والنقد الذاتي، لانطلاقة جديدة، ولعهد جديد، هاجسه الكلي مصالحة الرفاق مع السياسة والمشاركة في انتاجها وممارستها، وتهيء الطريق لمصالحة المواطن مع هذه السياسة، التي تمول في جزء كبير منها من المال العام، لتأطير الناس ولمهم على ما يفترض في إدارة الشأن العمومي من نقاشات، إدراكا لتصورات ترنو إلى المشاركة الإيجابية، في توليد الأفكار والحلول لما نعيشه من مشاكل وما أنتجته من اختلالات.

لنكن واقعين أكثر، لما لا تختار الأحزاب السياسية اليوم، جعل اجتماعات مكاتبها السياسية، منفتحة على الناس وعلى همومهم وقضاياهم، باستخدام التكنولوجية الرقمية، والتناظر لحشد هممهم واستقطابهم لتتبع النقاش العمومي والمساهمة في إثرائه واغنائه.

وأن تظل الاجتماعات في قضايا الشؤون العمومية ومعالجتها، تتم في منتهى السرية، لا تفتح الباب سوى أما سوء التأويل والتقدير للمقاصد.

ممارسة السياسة اليوم، لم تعد كما كان عليه الأمر قبل زمن هيمنة المواقع الرقمية، ودخول الشبكة العنكبوتية حياة البشر، وهو الواقع الذي يقتضي التعود على هذه التكنولوجيا كما يحدث في التعلمات عن بعد، وجعلها إمكانية تهم النقاش مع أوسع الفئات من المجتمع.

لكن من يمتلك رأيا مخالفا، ويعلن جهرا بأن النقاش الداخلي عليه العودة إلى الجدران المغلقة، يرغب بكل تأكيد في المزيد من عزلته عن الواقع الحي للناس، الذين باتوا يتعودون على الخدمات الرقمية في الإدارة وقضاء مآربهم في التسوق، اقتصارا للجهد والوقت والكلفة.

ومن لم يتحول ليساير هذه التطورات، سيحكم لا محالة على نفسه بالموت وانعدام التأثير.

حان الوقت أن نتحول فيه إلى فضاءات عمومية جديدة، للتداول في قضايا الناس ومشاغلهم وعلى الأحزاب السياسية المغربية الانخراط في هذه التوجهات الجديدة.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *