النقابة الوطنية للصحافة ومهن الإعلام في ذكرى تأسيسها: المهام والتطلعات
فؤاد الجعيدي
دخلنا الشهر الثالث من السنة الجارية، وإلى حدود الآن لا زال تصريف البطائق المهنية التي يعمل على تسليمها المجلس الوطني للصحافة، يعرف تأخرا لا مبرر له، لكنه في العمق يوحي أن أمورا كثيرة لا زال التعثر السمة الرئيسة والمميز اللاصق لمشهدنا الإعلامي.
لماذا أحدث المجلس الوطني للصحافة؟ للتنظيم الذاتي لقطاع الصحافة والنشر طبقا لمقتضيات الدستور ومواد القانون المحدث له، مؤسسة وطنية مستقلة تتولى في إطار القانون 90.13.
اليوم الكل ومن مختلف الحساسيات والمواقع الرسمية، يؤكد أن الأوضاع العامة للمقاولات الإعلامية، يتطور من سيئ إلى أسوء، وبات العنوان الكبير الذي يوصف به هذا السياق الذي تمر منه صحافتنا، بالهشاشة وهو وضع لا يحتمل مزيدا من صب الزيت على النار، كما يفعل من خرجوا في هذا الظرف بالذات لإثارة مشكل بطائق القطار، ولا يعني هذا الأمر سوى افتعال مزيدا من الشرخ في الجسم الإعلامي..
ما هكذا تورد الإبل، علينا الاعتراف أنه منذ إصدار الكتاب الأبيض، الذي عمل على تعداد مواطن الضعف للمقاولات الإعلامية، ولا سيما الرقمية منها والناشئة، تفاقمت أوضاعها ولم تقو على النهوض بمهامها، بحكم الخصاص الكبير في التمويل والخبرات والمؤهلات التقنية للاستخدام التكنولوجي الرقمي..
إن المقاولات الإعلامية بخلاف المشاريع المنتجة، فهي لا تستهدف الربح وأن مصادر التمويل يظل منبعها الدعم العمومي والإشهار؟ لكن العديد من المواقع اليوم لا تصل لهذا الدعم الذي لا توجد له معايير عادلة ومنصفة بين الجميع.
والعديد من العاملين بالصحافة ازدادت أوضاعهم سوءا وبالأخص في زمن الجائحة، بل هذه الظروف عملت على تبخيس المهنة والتدافع الذي يحوم حولها..
في هذا السياق انبثقت النقابة الوطنية للصحافة ومهن الإعلام، للترافع الاجتماعي وأيضا للمساهم في خلق النقاشات الوطنية المطلوبة للنهوض بإعلامنا الوطني، والدفاع عن المصالح الحيوية والمشروعة، للصحافيات والصحافيين على امتداد التراب الوطني من طنجة إلى الكويرة، وقضت الظروف الوطنية للبناء التنظيمي أن نمضي سنة للاشتغال على هذا الورش، الذي يكاد اليوم ليحقق أهدافه في الذكرى الأولى لميلاد النقابة الوطنية للصحافة ومهن الإعلام، وخلال هذه السنة وفرت رصيدا في التعاطي مع القضايا الجوهرية لإعلامنا من خلال الندوات والأنشطة لتسد الفراغ. وحتما سيكون القادم أفضل إذا ما فتح النقاش الوطني بين كل الأطراف المعنية وعلى رأسها وزارة الشباب والثقافة والتواصل.
إن النقابة في أساس وجودها هي الدفاع المستميت على منخرطيها وحماية مصالحهم وخوض الصراعات من أجلهم والعمل على تعبئتهم وإلا تحولت إلى جمعية.
لقد دقت عقارب الساعة من أجل الحضور اليومي والدائم، في الساحة الإعلامية لرفع الحيف وللوقوف بقوة ضد هذه الهشاشة التي تنخر العديد من المقاولات الإعلامية وبالأخص الرقمية .