من ينصب نفسه مدافعا عن زلة قيس سعيد، فقد ضاع منه رشده
فؤاد الجعيدي
في الوقت الذي تبرأت فيه دولة اليابان من دعوة زعيم مرتزقة البوليساريو لحضور منتدى ( تيكاد 8 )، وذكرت أن موقف اليابان الدبلوماسي، على لسان وزير خارجيتها لا يعترف بالجمهورية الوهمية. وفي الوقت الذي أكدت فيه المعارضة التونسية أن الرئيس التونسي خرج عن الأعراف الدبلوماسية التونسية التي تلتزم الحياد الايجابي تجاه قضية الصحراء المغربية.
يطالعنا عبر القدس العربي الموقف المخجل لصالح قوجيل رئيس مجلس الأمة والرجل الثاني في الهرم السياسي للجزائر، لمناصرة موقف الرئيس التونسي والذي حظي بإدانة الخارجية المغربية وكل الأطياف السياسية والجمعوية والتي اعتبرته طعنة في الشعور الوطني للمغاربة.
وما يلوكه اليوم صالح قوجيل، لا يخرج عن سياق العداء الذي تستمر في تغذيته أطراف داخل الجزائر، وخارج ما أدركته قضية وحدتنا الترابية من تقدم وانتصار للحكمة التي تميزت بها مواقف المملكة المغربية لانتزاع فتيل التوتر من منطقة الشمال الافريقي.
من يكون صالح قوجيل غير أنه من جيش التحرير الجزائري ومن يكون حزب التجمع الوطني الديمقراطي إلا محسوبا على موالاة النظام العسكري الجزائري.
ما يتضح أن النظام الجزائري العسكري له رأس لا تدور، ولا زال يعمل على الترويج لأطروحات انتهت صلاحيتها، وتم تجاوزها منذ سنوات حين اقتنع المنتظم الدولي، بمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب، وأن قضية الوحدة الترابية ليست قضية نظام وكفى بل هي عقيدة أمة تصدت بكل المقاومات الممكنة عبر تاريخها لتحرير التراب الوطني من كافة أشكال الهيمنة الكولونيا لية.
وهي المقاومة التي شارك فيها المغاربة من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى غرب المملكة وهي المقاومة التي لم تهادن القوى الاستعمارية،
وأن تاريخنا الوطني مليء بالدروس والعبر، التي يجهلها صالح قوجيل ومن والاه وجاراه في بؤسه السياسي وجهله التاريخي بمسار الأحداث التي عرفتها منطقة الشمال الأفريقي منذ دولة المرابطين.
وللتاريخ فنحن أمة لا تهاجم وإنما تدافع عن حقوقها الوطنية وهذا المنحى بالذات لا محيد عنه إلى يرث الله الدنيا ومن عليها.