ثلاث مهام لرجل دبلوماسي بامتياز
يونس وانعيمي
فيما يبدو أن السيد بوريطة ذهب لإنجاز ثلاث مهام:
– ملء فراغ الكرسي وتدفئة برودة الاستقبال البروتوكولي الجزائري المتعمد والمنتظر. فكان للسيد بوريطة أن أخذ صورا لمشاركة حماسية بابتسامات وعناق مع « المعجبين » بالمغرب طبعا وتحول حضوره لحدث اعلامي في حد ذاته.
– حراسة خريطة المغرب من البثر المتعمد والتصدي بحزم لذلك. وهي مسألة غاية في الأهمية الرمزية والسيادية. فكان للسيد بوريطة أن وافق مكتب القمة على صياغة بلاغ استفساري استنكاري تم توجيهه للجزائر التي تعمد إعلامها الرسمي أن يرسم خريطتنا بدون قلبها الجنوبي.
– التصدي من داخل القمة التي راهنت فيها الجزائر على أن تلعب الريادة باسم الأخوة والعروبة وذلك بأن ضغط بوريطة (ممثل الملك) على إدراج نقطة في جدول أعمال القمة تدعو لمدارسة خطورة تسليح إيران لانفصاليي البوليساريو. وهي النقطة التي قوضت مساعي العروبة والأخوة التي أوهمت بها الجزائر ضيوفها العرب، مادام المغرب يكشفها أمام الجميع (بدعم حلفاءه) بأنها شريكة وضليعة في هذا الاختراق الإيراني للعديد من بؤر النزاعات العربية، مشاركة قطر المكثفة لها معنى المساندة وإضفاء صفة شرعية مصطنعة لدولة « تضاجعها » قوى الشر في العالم.
لا يجب أن ننسى أنه ومنذ عشرين سنة كانت الجزائر وإيران وكوريا الشمالية موضوعة في قائمة « محور الشر » axe du mal التي عارضتها الولايات المتحدة الأمريكية أمام مجلس الأمن إبان حرب الخليج الثانية. لم تكن أمريكا تهذي وهي تضع الجزائر في قوائمها السوداء.
وبالتالي فعلى جامعة الدول العربية وأعضاءها أن يعودوا أدراجهم بعد هذه الرحلة السياحية بتذاكر سفر ذهابا وإيابا.