صلاة غائب
الشاعرة نرجس ريشة /المغرب
في صخَبِ الغياب
أكتُب عنّي و عنك
حين نكون فراشتيْن
تَـــعُــوزُهُمـــا أجنحةُ الخوْف
ترقُصانِ على مشارف النّار
دونَما احتراق.
أكتب عنّي وعنك
حين أحصُدَ سبائِكَ الذّهبِ من عينيك
أدُقُّ منها خلاخِلَ
تَشي بكُلّ قصائدي فيك.
في صخب الغياب
أمُـــدُّ يدي إلى كتِفِ الزّمنِ الطّويل
أرُصُّ الخُطى ، كي لا أطَــأ ظِلَّكَ المــَــنْفيّ…
… عن مرْقصِ الكلـــمـــات.
أحبُّك غيْــــبًــا
كَـــشَجَرَةِ اللّــــوْزِ التّي لم أزرَعْ يومًــا بحديقتي
وظَـــــلَلْـــتُ أسْقِيها
بين الفصْلِ والفصْلِ قُـــــبْلَتَين
وبينَ اللَّيلِ واللَّيلِ شمعَـــتَـــــيْن
وبين البيتِ و البيتِ …
ألفَ قصيدةٍ … وألفَ عقيدَه.
أحبّكَ غيْـــــبًــا
كي أكتبَ فيكَ قصائدي المـــُـــثخَنَــــةِ بِـــمِـــلْـــحِ الغياب
وطفولةِ البــُـــكاءِ
وصَـــبْـــرِ الرّجالِ ، ونَـــــزَقِ النّـــساء.
نرقص معًـــا
رقصةً نكسر فيها قواعِـــدَ زُوربــَــــا
ونكتُبُ تاريخا جديدا لِلْأولــيمْــــب
هناك ، حيث كَفُّـــكَ و الماء
حمامَتانِ عائِدتانِ من معاركِ القصَصِ القديمة
وصوْتُكَ المــَـــكْنونُ يُخاتلُ صمتي
يُعاقِرُ كأْسي الفارِغَــــةَ منك …
المـَـــمْـــــدودةَ إليْك.
يُـــــسائــِــــلُـــني :
أيُّ حرفٍ تكون من أبجديّة التّـــــكوين ؟؟؟
أيُّ فــَـــــصلٍ تُــــراكَ في تقويمِ أحلامي ؟؟؟
هَـــبْني شيئًا منك
أجْــــعَـــلُـــهُ أصْـــلَ التّكوين
هَــبْــني مرقصًــا
لا أخافُ فيه على خُــطواتي من السّــــقوط
وعلى شفاهي من القُنوط
وعلى عِـــــطْــــري من صَدْرٍ…
… يجهَـــلُ أن العطرَ لُـــغةُ الأشقياء
وشَــــهوةُ الأتْقِياء.
فارِغٌ مَــــرْمايَ حين أُصَـــوِّبُ إليه التَّـــــنَـــهُّـــدات
ضائـــــعَةٌ حروفي أرُصُّــــها عِــــقْــدًا
على جيد المساء.
قـــِيــــثارةٌ قلبيَ المـــَـــمْــــسوسُ بِــــــوُجودِكَ فيه
فَـــارْفَــــــعْ عن أَوْتاري بَــــــطْشَ الأنامِل
أو … لا تَــــرْفَعْ
ما عادَ يرْفُـــــضُني نعشُ الدّفــَـــاتِر
حين أشكو إليْــــهِ انشِطاري
وحين يشارِكُـــني انتِـــظاري .