العلاقات السامة

العلاقات السامة
شارك

الشاعرة نرجس ريشة

إذا وجدتَ نفسك متورطا في علاقةٍ سامّة على مستوى العمل أو المستوى العاطفي أو العائلي أو الاجتماعي، فتخلّص منها في أقرب فرصة قبل أن يرتفع رصيدك من الخسائر. أقول « متورّطا » لأنها تكون عادة كقطرة سُمِّ في كأس عسل. فالأشخاص السّامون يتسللون إليك من باب اهتماماتك، يلبسون قناع مبادئك وقِيمك، وقد يتحدّثون لغتك، لكنهم سرعان ما يفقدون السيطرة أمام قِواهم الوجدانية المُسيطِرة، فتصير العلاقة عبارة عن تراكماتٍ من اللاّراحة.

لا أقول أبدا أن التخلص من علاقة سامّة أمر سهلٌ لكنه ليس مستحيلا، وصعوبة الأمر تتلخص في سببين اثنين:

1- حين تفطن بالأمر، تكون قد قطعت فعلا شوطا مهما في العلاقة، ولن يسمح لك ذاك الشخص بالانسحاب ببساطة والتحرر من مستنقه الوجداني خاصة أنه يكون قد بدل مجهودا كبيرا وخفِيّا للسيطرة على نفسه من أجل استدراجك. فإن كان هذا الشخص زميلا في العمل أو رئيسك المباشر فيه، أو صديقا جديدا جمعتك ظروف خاصة به فاجعل تعاملك معه في حدود ما يجمعكما، لا تشاركه حياتك الخاصة أو أسرارك لأنه سيستخدمها ضدك في أول فرصة. لا تُظهر له أنك كشفته، ابتعد بهدوء وفقط. لا تحاول إصلاح انفعالاته المتضاربة والمتأرجحة في باطن نفسه لأنه ببساطة لا يشكل عِمادا أساسيا في صحتك النفسية والاجتماعية ولستَ قطعا أوّل ولا آخر ولا الوحيد في دائرةِ فرائسه. انسحِب دون أدنى شعور بالذنب أو جلْدٍ للذاتِ لأنك لم تكن سببا في الموقف الذي وجدتَ نفسك فيه.

2- أكثر ما يجعل التّخلص من علاقة سامّةٍ صعبًا أن يكون الطرف السام فردا من أفراد الأسرة الصغيرة أو العائلة الكبيرة. فكثيرا ما نسمع عن أبٍ نرجسي أو أمّ سلبية أو زوج مُتسلّط، عن ابنٍ مُحْبَطٍ مُحْبِطٍ، عن قريبٍ أو قريبة متشائمين مُشتكيَيْن …

في هذه الحالة لن يجدي الانسحاب الهادئ نفعا، بل على العكس، يحتّم عليك دينك وأخلاقك والتزاماتك العائلية تجاه هؤلاء أن تقف إلى جانبهم بالحسنى وأن توجههم حسب استطاعتك إلى طريقة تخلّصهم من اضطراباتهم، وإن اقتضى الأمر اصطحابهم إلى مساعدين نفسيين لأنهم عادة يعانون من ثقةٍ ضعيفة في النفس تجعلهم يعظّمون ذواتهم أكثر من المعقول ويقللون من شأن الآخرين، أو يعانون من نُدوبِ صدمات قديمة ظلت حلولها عالقة فتتحول مع الزمن إلى غضب وحزن واستياء وانتقادٍ دائم للغير.

– تذكّر دائما أن الشخصية السامة لا تهاجمك لشخصك، وأن تصرفاتها مجرد انعكاس لمشاكلها الدّاخلية.

– كن قويا حازما في بناء جدار يحميك من الانتقادات المُحطِّمة وتشبت بقيمتك في نظر نفسك.

– لا تتأخر في قول « لا » كلما بدا لك أن الموقف يستدعي ذلك.

– ابتعد عن الأشخاص السلبين واقضِ وقتا أكثر مع أناس إيجابيين متفائلين.

– استفد من تجاربك وتجارب الآخرين وكن منفتحا على بداية جديدة عندما تتعافى من أيّ علاقة سامّة تصادفك لأنها مجرد استثناء وليست قاعدة

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *