الدار البيضاء الكبرى تحتفي بالمسرح والجنون في دورتها 36 من المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء
اللجنة الإعلامية للمهرجان
اعتاد المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء عبر كل محطاته الانفتاح على المحيط الثقافي والفني والسوسيو ثقافي عموما، وبذلك خص كل دورة من دوراته بميزة شعار يخاطب من خلاله الإبداع وتعالقاته وانفتاحه على الأسئلة الكونية بدء من الشعار الأول المؤسس « تلاقح الثقافات وحوار شبيبة العالم عبر الخلق والإبداع »، مرورا بشعارات دالة خلال العشرية الأخيرة ومنها: المسرح والمجتمع تم المسرح والتحولات ويليه المسرح والبعد النفسي والاجتماعي وغيرها من الشعارات التي واكبت قضايا وطنية ودولية والتي تتسم بها كل دورة على حدة من دورات المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، وبذلك تتميز الدورة الجديدة لسنة 2024 من المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء الموسومة بدلالة الرقم 36، بشعار مترجم للمعنى والمبنى « المسرح والجنون » من 1 إلى 7 يوليوز 2024، عبر مسارح الدار البيضاء وانفتاحا على جهة الدار البيضاءـ سطات في كل من مدينة سطات والجديدة وباقي الفضاءات العامة والعمومية والمؤسسات الثقافية والفنية، ومنها الخيريات والمؤسسة السجنية وذلك بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، ومجلس جهة الدار البيضاءـ سطات.
يختزل انطلاقا من الرمزية المعروفة لدى البيضاويين بدلالة خاصة والمعلن عنها من جناح 36 لمستشفى ابن رشد مخصص لمن يعاني حالات نفسية ما بمرجعيات وأسباب اجتماعية ومجتمعية ذاتية وموضوعية وغيرها، إلى درجة أن هذا الرقم 36 دلالة توافقية عند البيضاويين؛ لذا حينما وصل المسرح الجامعي بالدار البيضاء إلى هذا الرقم، أتت فكرة الاحتفاء بمرجعية الرقم ودلالته سيما للحمق والجنون علاقة جدلية بالإبداع عموما من جانبه النفسي ومن مدخل حالاته التي ترفع المبدع لحالات غير طبيعية وغير عادية تنتمي للحلم والميتافيزيقا ومخاطبة الواقع من فوق ومن نوافذ وإطلالات أخرى، بحضور وازن للعقل والتزامات الواقع، تضم أحيانا الغرائبي والعجائبي وقد تجمع بينهما، كما تستحضر ما هو غير معتاد وغير مصرح به والمكبوث، في تواصل وتخاطب مع المبدعين الذين خبروا السر وقبضوا على الخيط الهارب ما بين العقل واللاعقل، وخبروا متى يحضر العقل ومتى يغيب ومتى يتوارى ومتى يظهر؟ بل ولماذا يغيب وكيف ومتى؟ مع إمكانية القبض عليه والبحث عن أين يغيب؟ تم التقرب من الغياب في حضرة الحضور ومن الحضور الذي لا ينسى الغياب، في هذا الخضم يختلط الصوفي مع الروحي مع العقلي مع اللاعقلي.