فين غادي بيا خويا ؟
بقلم لبنى الجود
يعيش حزب التقدم والاشتراكية على صفيح ساخن، منذ أن تم الإعلان رسميا عن بعض الأسماء كمرشحين باسم الحزب و ليس بينهم و بين التقدمية سوى الخير والإحسان.
ما زاد الأمور تعقيدا هو الإعلان عن هوية المرشحة لقيادة اللائحة الجهوية للنساء بجهة مراكش-آسفي، حيث أن الشابة المذكورة لا تنتمي إلى الحزب و لم تتدرج في تنظيماته ، و لم تعمل في حياتها قط ، و قد تم اختيارها حسب بعض المصادر على أساس قرابتها بعضو بالمجلس الجماعي لجماعة سميمو بإقليم الصويرة و نظرا لتشبت البرلماني « التقدمي » بالصويرة بترشيحيها و تهديده بالانسحاب من الحزب إن لم تتم تزكيتها.
و قد انصاع نبيل بنعبد الله لهذا التهديد ، بعد أن كان يزمجر منتقدا الأحزاب التي لا تحترم مبادئها، والتي تبيع تاريخها مقابل مصالح ومقاعد، ضاربا بعرض الحائط كل خطاباته الجماهيرية والتلفزية والإذاعية وكل تصريحاته الموجهة للجرائد الإلكترونية حيث ينتقد الدولة و يدعوها للانفراج السياسي عبر إطلاق سراح ما يسميه هو وزمرة من الانتهازيين ب » معتقلي الرأي « ، داعيا للديمقراطية وتوفير فضاء لحرية التعبير، بينما يقوم في حقيقة الأمر بتقييد حرية مناضلي حزبه في التعبير عن آرائهم ولا يحتمل الانتقاد بصفة نهائية … فينتقم عبر نهج سياسة الجبن من إقصاء وتهميش.
فأين الديمقراطية الداخلية، وتوفير فضاء للتعبير الحر وأين صون كرامة المنتمين للحزب الذي يقوده نحو الموت السياسي المحقق ؟
و أين ذاك الالتزام بإعلاء راية الوطن عن طريق تقديم كفاءات حزبية شابة وواعدة تستطيع أن تنزل النموذج التنموي الذي دعا إليه ملك البلاد، وتستطيع أن تترافع عن القضايا الكبرى للمغرب في المحافل الدولية، والتي تملك المؤهلات اللازمة لمواكبة عمل الحكومة المقبلة فتمثل الشعب المغربي تحت قبة البرلمان؟
إحباط و خيبة أمل… هذا ما تعيشه مرشحات الحزب عن جهة مراكش-آسفي، وهن شابات قياديات بالجهة، لاقى إيمانهن بحزب علي يعتة و تفانيهن في سبيل تكريس مبادئ التقدمية و الحداثة ، الكثير من الجحود والاحتقار.
و من المعروف أن اللوائح الجهوية للنساء تدخل في إطار التمييز الإيجابي الذي نادى به صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وأن الهدف منه هو للدفع بالكفاءات النسائية لتحمل المسؤولية السياسية، بعيدا عن الاستراتيجيات الانتخابية و بيع و شراء الذمم .
و أمام ، حملة منددة بقرار الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، طلبت الإدارة الوطنية للحزب، ليلة أمس في إطار ما أسمته ب « التنبيه المستعجل » من كل المناضلين أن يسحبوا منشورات تقدم مرشحيه و مرشحاته، تحت ذريعة عدم السقوط في خانة التعبئة لحملة انتخابية سابقة لأوانها .
علما أن المنشورات، منشورات قانونية، إذ أنها تعلن عن الترشيحات، وهناك مقالات مكتوبة على كل المواقع الإلكترونية والصحف الورقية التي تذكر بالاسم من تمت تزكيته وبأي دائرة فيما يتعلق بكل الأحزاب السياسية .
فهل ارتعدت فصائل نبيل بنعبد الله، أمام موجة احتجاجات وتعرية لسلوكيات انتخابية لا تشرف أبدا حزب علي يعتة ؟
و هل لا يزال يحلم بحقيبة وزارية أو بتعيين على رأس سفارة بعد كل ما قام به ويقوم من مواقف مزرية لا علاقة لها بقيم و أسس اليسار المغربي الحقيقي ؟
ندد كمجتمع مدني و كناشطات منتميات للحركة النسائية المغربية، و كفاعلات سياسيات، بالتمييع الذي يساهم فيه، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، للمشهد الحزبي النسائي، و ندعو إلى محاسبته عبر تفعيل المساطر القانونية الرامية إلى اقتلاع الفساد من جذوره بغية تجويد العمل السياسي، والسير بقاطرة الوطن نحو التقدم المنشود .