تشعبات الفساد نموذج المصحات الخصوصية

تشعبات الفساد نموذج المصحات الخصوصية
شارك

علال بنور

كشف وباء كوفيد 19 الذي عشناه وعاشه العالم منذ مارس 2020 إلى اليوم، عن جشع وشراسة وتغول المصحات الخاصة، والتي من المفروض أن تتجند وتتضامن لحماية الوطن من الوباء، غير أنها أبانت عن اللاوطنية لها ،فمن خلال التصريحات المحزنة والغاضبة والمبكية لأسر المصابين بالوباء، وما تعرضوا له في دهاليز المصحات الخصوصية  منذ بداية انتشار الوباء، من الاهمال المؤدي الى الوافيات، عبرت أسر المتوفين بالمصحات الخاصة عن قلقها لما أصاب اهاليها، بالإضافة إلى الفاتورات الباهظة والشيكات على بياض ودفع أموال غير المصرح بها le noir ، التي استوحاها مافيات الصحة الخصوصية من قطاع العقار، كشفت شبكات التواصل الاجتماعي بكل أنواعها بما فيها الجرائد الالكترونية،عن قبح المصحات الخاصة ،فالكثير من الضحايا توفوا بسبب الإهمال بالمصحات الخصوصية.

كل المواطنين المتتبعين لحالات الوافيات، استنكروا الحيف والظلم الذي مارسته بعض المصحات الخصوصية على المواطنين، خصوصا بمدينة الدار البيضاء، ذنبهم أصيبوا بعلة الوباء. فأصبح الكل يقر أن العلاج بالمستشفيات العمومية أضمن من الخصوصية.

في تصريحات للدكتور عزيز غالي، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الانسان، الذي خبر مهنة الصيدلة ودروب النضال عبر الدفاع حقوق الانسان، له العديد من التصريحات حول موضوعات قريبة من سؤال المواطن، حول الفساد بكل اوجهه والقبول أو الرفض للتلقيح، واختبارات الوباء والادوية المعالجة لكوفيد 19، طرح أسئلة حول ازمة وغلاء الاكسجين، الذي تتحكم فيه شركة « مغرب اكسجين  » فأعطى رقما ماليا يعبر عن أرباح « مغرب اكسجين  » التي وصلت الى 24 مليار  في السنة .فطرح سؤالا  ،لماذا لم تستثمر الدولة  في الاكسجين بسطوح المستشفيات ،مثل التجربة الكوبية ؟

أصبح كوفيد 19، وسيلة للتحجج والاسكات والجشع في المصحات الخاصة، تبيع للمريض ثمن قرص واحد بثمن علبة دواء، كما أكد أن اصلاح المنظومة الصحية في حاجة إلى إرادة سياسية، لذلك فالقطاع الصحي الخاص لا يخضع للمراقبة العمومية ولا يطبق التسعيرة القانونية، تأخذ تسبيقات مالية بدون التصريح بها. فأشار أن قانون 13/ 131  ،يسمح لإي كان ببناء مصحة ويوظف الأطر الصحية ، لذلك فغاية المستثمر هو الربح السريع على حساب صحة المواطن ،اما ثمن PCR في القطاع الخاص فهو ما بين 700 و 600 درهم ، في حين ان  ثمنه بمستشفى الشيخ زايد بالدار البيضاء  400 درهم ، كما أكد الدكتور غالي أن الثمن الحقيقي ل PCR هو ما بين 250 و300 درهم ،كانت الصيدليات بدأت في تسويقه ب 50 درهم  ،غير أن الدولة تحت ضغط لوبيات الأدوية ،أقدمت على سحب الترخيص من الصيدليات، فكان من الممكن للصيدليات ان تلعب دور المنقذ ،بفضل وجود  13 الف صيدلية بالمغرب ،يمكن ان تقدم مليون اختبار في اليوم بثمن 50 درهم، كما أكد ،أن انتشار الوباء في صفوف الاطقم الطبية  ،قد يشكل انهيار المنظومة الصحية ككل ،فبفعل هشاشة القطاع الصحي العمومي وبشكل مقصود، يدفع بالمواطن اللجوء الى القطاع الخاص الذي يفرض عليه شروط مجحفة وبدون حضور البعد الإنسانية.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *