ماذا استفاد المجتمع من شخص مثل بنكيران؟
محمد ياوحي، أستاذ الاقتصاد من جامعة محمد الخامس
صراحة، لا أعرف ماذا يستفيد المجتمع من كائن مثل بنكيران؟ هو شخص عاطل عن العمل ولا يشتغل منذ سنوات طوال، و لم يقدم أي شيء للوطن سوى الكلام الفارغ، والبهرجة وتنفيذ إملاءات صندوق النقد الدولي التي قهرت المغاربة و أغنت الأغنياء.
السي بنكيران يلازم بيته، ولا يفارق الصالون حيث ينسج الدسائس والمؤامرات ضد المغاربة عن طريق إخوانه في جماعتة الظلامية، التي استباحت أموال المغاربة وعرق جبينهم، فتحول فقراء الجماعة إلى أغنياء ومقاولين ورجال أعمال بعدما كانوا أصحاب « إيركاط » و « سيمكة »، بشهادة كبيرهم الذي علمهم استباحة التعويضات والمناصب الحرام التي استولوا عليها دون وجه حق ودون كفاءة، نفس الشيء مع غنائم صفقات الوزارات التي أجزلها الإخوان لإخوانهم، وكأن باقي المجتمع كفار لا يستحقون سوى الاحتقار والإهانة و التفقير….
بعد عشر سنوات عجاف، من تاريخ المغرب تحت قبضة إخوان بنكيران، يصر هذا الأخير على ممارسة سياسة الترويع والتهديد والابتزاز مع الدولة ومع السياسيين ولسان حاله يقول: « نحن أو الطوفان »…… فتحولت مرحلة الفطام عن رضاعة السلطة والمال لكابوس يؤرق مضجع الإسلاميين، الذين طلقوا أفكارهم القديمة وارتموا في حضن الجاه والترف و حياة البذخ و الشهوات الدنيا التي أزالت القناع عن خشوعهم المزيف وزهدهم وورعهم الذي نصبوا به على المغاربة أيام مسكنة….
السي عبد الإله تعلم من نبيل بنعبد الله، كيفية تمرير الصفقات على المقاس وتبادل المنافع والمناصب بين الأحزاب وإجزال العطاء على المقربين باستغلال ثغرات القانون، ولكن تعلم أيضا أسلوب التضليل و الابتزاز والمناورة والتلون والحربائية حسب ما تقتضيه المصلحة الشخصية، وللأمانة فالفرق بينهما أن بنكيران يراعي كذلك المصلحة الحزبية في إطار أنصر اخاك ظالما أو مظلوما، عكس الحاج نبيل الذي لا يراعي إلا مصلحته الشخصية فقط.
لم أفهم صراحة ماذا يستفيد المجتمع والدولة، من شخص مثل بنكيران: لا هو صاحب أفكار أو حلول أو نظريات أو أي شيء قد يفيد المجتمع، وكيف قبل هذا الشخص بتقاعد حرام يطعم منه نفسه وأبناءه وضيوف صالونه، بعد أن ضمن لأبنائه المناصب الرفيعة وحرم أبناء الشعب من الحق في التوظيف وجعلهم لا يفكرون إلا في مغادرة الوطن أفواجا أفواجا، من ظلم حكمه هو وإخوانه البئيسين.