سأخبر الله بكل شيء

سأخبر الله بكل شيء
شارك

د.سعيد أولعنزي تاشفين

أنا الجدار القصير، المائل الذي يترنح، بمقربة من خفقان النبض، تحت مطرقة الشر، وكل يرفع عنقه عبري، متربصا متلصصا، لخطف كل نسمة فرح عابرة، واغتيال كل بسمة تموت في المخاض ، والكل يخرب جدوة الإحساس، متجاوزا كل شروط اللباقة، وأنا أقصر الجدر و أتفه رقم، ولا حكيم يقيمني، ولا سفر وصال يقرأ نخر طيني . أنا جدار قصير لا أبلغ الشهيق كي أستظل بنفحة أمل، تموت قبل أن تبتسم تحت غدر الأيادي الآثمة ، ولا الإثراء على الوفاء في زمن الخيانات فأستقيم، ولا شمس الحلم تحل عندي فأستفيق، من ندى الوهم في سياجات التآمر ، وهذه بضع همهماتي، تبلغ الجميع منذرة بالبأساء والضراء وتخاطب الرب وتنتظر العزاء، وسكناتي وحركاتي تتضرع لله أن استعجل عدلا فقد تعب القلب من عبث المتربصين .

سيقول القلب لي: كيف تبلغني آهات الظنون، وتسيء التقدير، فأجيب: أرأيت حشرجة الأمس بجوفك، عندما أعدموك وجعلوك عبرة مرتين !؟ هي نذري وانبعاث أحزاني خلف جدران الوهم يسكنني. أرأيت حزنك، أصبح صلاة تناجي سدرة المنتهى أن يا الله ما هذا الغبن يقطن تخوم القلب، وهي عيون سابلتي تنزف وخواطري الكسيحة، وأنا الجدار القصير يا طيف الاسم المجرد، وأنا الجدار القصير يا نفحة الوجد الأعرج، وأنا مدلهمات السؤال عندما تستيقظ أحزاني، منقبضة من أرقي، تذكرني بما حل من طعنات، تستهدف قلبا لا دماء فيه، وعندما تطرق كلماتي دوامة الصمت، تتوضأ من غابرة استقامتي التي تبحث عن وصالها البعيد في زمن القطع المبين .

وما أنا سوى أقصر الجدر وأنت تعلم، وما هنا بأحشائي سوى جملة واحدة تناسب قدرا، جعلنا كرها من قتلة الأنبياء، و لله النجوى والأنين؛ فسبحانك ربي أنت العزاء ولك يتوجه القلب متضرعا بجوف الليل مبسملا ثم ينطق :

 » سأخبرك بكل شيء  » ، هكذا وكفى..

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *